٠٩

14 4 0
                                    

..

ويلونغ منذُ عاد قعَدَ يفكرُ في خطته الجديدة حتى لا يتم إستبدالُه كقطعة شطرنج فائزة بالجولة الأولى.

و بالتأكيد شين يتوقُ لإستبداله..

في حين على بُعد خطوات من جلوسه كانت روي توبخ شين على تصرُفاته الآنفة ، و عن سبب تغيير موقفه السريع مع ويلونغ بعد أن ساعده الآخر بإبعاد الحشرات.

تمتمت بتأنيب طفيف.
" ألم يكن بطلك قبل بضع أيام؟ "

أحنى شين رأسهُ بحرج عندما أمطرته بالإحتمالات لرحيل ويلونغ من منزلهم لكثرة تنمرُه عليه و أُخرى لكم ستكون حزينة عن ذلك..

و أن طفلها سيكونُ حزيناً بلا والد ،و بطبع شين كطفل بريء تخيل كم أن ذلك مروع فهو لا يستطيع العيش بلا والده كذلك!

إقترب بينما يشكو إلى أُخته بضيق.
" أختي بالواقع أنا لم أعد أكرهه ،أعتقد أنه جميل أيضا و ليس كوحوش الليغو و لكن ماذا إن كنت حزينة بسببه في المستقبل نحن لا نعرفه؟ "

إبتسمت بينما تحركُ خصلاته و أضافت بطلاقة.
" بالتأكيد يمكنك وقتها إوساعه ضرباً ،و لكنه ليس كما تتخيل ..ويلونغ لن يجعلني حزينة إطلاقاً "

نوعاً ما شين وجد بعضاً من الصدق في حديث أُخته و سرعانما إصتحبطه لغرفتها التي تقاصُدهما للإعتذار و لكن قابلهم وجه ويلونغ النائم.

روي ركزت مع معالمه التي تنقبضُ كلما إقتربا و سُرعانما أدركت أنه يمثل ليس الا.

حملت شين و وضعتُه على معدته و سمحت لهُ باللعب بخديه و إيقاظه بشتى الطُرق المروعة -اللطيفة- من منظور الرجال..

دنى شين قريباً من وجه ويلونغ حتى إنفجر الآخر ضحكاً ،عندها إبتسم شين برِضى.

إعتدل في وضعية جلوسه بينما يتبادل النظرات مع ويلونغ الذي فتح عينيه و أخيراً مُرتاباً مما يحدث.
" إسمع أنا لا أكرهك حتى لو أنك تشبه الفقراء ،و لكن ماذا لو آذيت أختي في يوم ما "

عند سماع نبرة شين القلوقة أمسكَ ويلونغ رِسغ روي و إبتسم نحوها مُذيباً الخطة و قلب الأخرى قبل أن يُضيف متجاهلاً نظرات شين المُتقرفة.
" يستحيل أن يُؤذي الشخصُ جُزئاً من روحِه "

بالواقع ذلك الغزل الرخيص قد جعل شين يتظاهرُ بالتقيؤ و يُضيف بإهانة.
" انت بالتأكيد تلائمُ أُختي ،كلاكما مُبتذلان. "

حينها أحست روي بالغدر من حديثه المُهين.

و لكن حتماً ويلونغ لم يسمح لِ'جُزء من روحه' بالإنزعاج طويلاً حيثُ ساعدها على الجلوس كما لو أن الأمر شاق و أيضاً على دغدغة شين حتى يعتذر لكلاهما عن تِلك الإهانة.

انتهى الأمر برضى ثلاثتهم و نزُولهم المُدرجات سوياً لرؤية الجلبة التي تحدثُ بالأسفل.

جلست روي بجانب والدتها لتستعلم عن الوضع حينها زفرت الأولى قائلة بملل.
" أُختكِ رأت ذلك الكوري الذي يعمل في البقالة المجاورة ،أحضر لها معطفاً لأن الجو كان بارداً و كما ترين تزعم انه حتماً يحبُها و أن لا نقف عائقاً لهذا الحُب "

يوجين كانت سعيدة برؤية شخصية أشبه بنُسخة أخرى عنها و تراقب بإستمتاع عدي عندما انتبهت بعينيها الثاقبتين إلى ذلك التشابُك الطفيف بين يدي ويلونغ و روي!

زفرت و هزت رأسها بإستسلام من حال أخيها المفروغ و عادت لرؤية اللحظة الأشبه بالدرامية أمامها.

عندها قاطعت الجدة بي تلك الأجواء بسؤالها.
" ويلونغ هل تجيدُ نجديل الشعر؟ "

رُغم ان ويلونغ إرتاب سؤلها الإ أنه نفى ،حركت رأسها برفض و تمتمت بتوبيخ.
" لماذا لا تجيده ماذا لو أنجبتُما طفلة من سيساعدُ صغيرتنا في الإعتناء بامورها؟كما تعلم روي ستكون مرهقة من العمل في المطبخ و الإعتناء بالفتاة "

أجاب مُتفهماً
" سأبذُل جهدي لتعلُم ذلك "

حنت روي رأسها بخجل فمن يعلم سواها و والدتها ان ويلونغ من يقوم بجميع أشغال المطبخ و قليلاً ما يتركُ لها بعض الأواني لغسلها.

إمتلئ الجو بالضجيج مُجدداً بعد هذه المُحادثة و فاحت رائحة الحلوى التي أعدتها الجدة و التي تكفل ويلونغ و روي بإحضارها بصفتهما أحدث زوجين فالحاضرين و عليهما مُراضاة الجميع لنيل السعادة إمتثالاً لقول الجدة.

أحضر ويلونغ نصفهم بالفعل و عاد لإحضار البقية حتى إنتبه لروي التي تهُم لغسلُ وجهها و يبدو عليها الإرهاق ،و قبل أن تغسله تفقد حرارتها و كما توقع تماماً حرارتُها المُرتفعة.

أحضر الكُرسي و ساعدها بالجلوس بينما يبحثُ بقلق عن أي عسل ،لطالما أعدت والدته العسل لأجله عندما كان يُعاني من الحُمي و ها هو ذا يغدو كبيراً ليعدُه لأحد آخر.

أحضره في كوب و اضاف إليه القليل من الماء و وبخها بلُطف بينما يمدُه صوبها.
" لما لم تُخبريني أنكِ مريضة أو تشعرين بالتعب؟ "

إبتسمت بينما تُوضح و بدى من حديثها السعادة.
" لقد سبقتني بذلك ،قليلاً و كنتُ سأشكو لأمي صدقني "

أبعد غُرتها بينما يتفقدُ حرارتها مُجدداً مضيفاً بتوبيخ و وجهه القريب مع تقاسيمة الوسيمة التي تزدادُ وسامة عن قُرب.
" و لما تذهبين إليها بينما أنا موجود ذلك واجبي الآن توقفي عن اللجُوء للآخرين عندما أكون موجود "

و سُرعانما حرك عينيه بقلق فالحُمى تبدو حقاً جدية ،لم يعلم كيف يستطيع التخفيف عنها حالما دلكت رأسها و اشتكت من الصُداع.

عانقها بلُطف لبُرهات و بدت كشيء ضئيل يجابُه ليتكيف مع هذا العناق السخي و الدافئ و إنتهى بها الأمر تقهقهُ غافلتاً عن ذلك الصُداع المُزعج.




اكسير الحُبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن