١٤.

10 1 0
                                    


إنقضت بضعُ دقائق ،تجمع بعدها الجميع على الطاولة للعشاء..وينجُون و ويلونغ بقيا في غُرفة الإستقبال كُلٌ يدفع الآخر للذهاب أولاً.

" الموقف ليس مُحرجاً لك بنفس قدري ،إنها زوجتك "
تمتم وينجون بينما يدفعُ ويلونغ للذهاب أولاً.

ويلونغ تراجعَ للخلف و دفعَ الآخر بدوره.
" إنها إبنةُ عمك أنت أيضاً ،صلةُ الدم تأتي قبلاً "

إستدار وينجون نحوه بينما يضيقُ عينيه و تبادلا رفعَ الحاجبين و الإشارة نحو الخارج..و لكن ذلك لم يُجدي لتحديد من سيجازفُ بالذهاب إلى خضمِ المُجازفة أولاً.

و بدلاً من العثور على حل ،عثرا على كارثة أكبر عندما إنتبها لوجود شين الذي يعقدُ حاجبيه بحيرة و ينظرُ نحوهما و يبدو أنهُ رأى الكثير من جدالِهما!

شين بالأصل لا يُفضل ويلونغ كثيراً و هذا الموقف سيجعلُه يتلقى الكُره بدلاً عن المشاعر الغير مُنحازة.

تركهُما يتبادلان الرمقاتِ الجاحِظة و ذهب مع برطمان العسل الذي لا يكادُ يستطيع حمله.

و سُرعانما زفر كلاهُما بإرتياح ،ويلونغ لف ذراعُه بضع مرات بنُبل زائف مشيراً لوينجون مع إبتسامة مُتكلفة و أضاف.
" جميعُهن قريباتُك ،من تعتقدُ أنهُ أفضلُ حالاً من الآخر؟ "

وينجون زفرَ بإستسلام و خرج ساحباً الآخر خلفه.

ويلونغ جلس بمكانه المُعتاد مُقابلاً لروي و بجانب شين الذي يفصلُه عن وينجون و بجانبِهما كان أكبرُ عائلة بي من حيثُ الشباب و الذي يُدعى لينغ هي..

إبتسم ويلونغ نحو روي إبتسامة وجدتها المعنِية غريبة و لكنها بادلتُه فحسب ،على غرارِ العادلة لم يُحاول جاهداً لفت إنتباهها إليه طوال الوقت و إرسالَ غمرات عندما يخفضُ رأسه ليتناول الطعام..

إجتز صوتُ ليون الصمت بينما كان الجميع يركزُون على تناول الطعام.
" روي ،لقد أصبحت بدينة "
أشارت نحو معدة روي مُؤكدة مع تأتأة حسرة.
" انظروا "

بصق لينغ هي طعامهُ ضاحكاً ،بينما حاولت روي إخفاء سبابة إبنة عمها الصغيرة بحرج و التي كانت تشيرُ إليها فتمتمت بصوت  خافت مُعاتب.
" توقفي لِيون لستُ كذلك "

السيدة بي حاولت كتم ضحِكاتها ،عكس شين الذي برر بغضب.
" أُختي ليست بدينة ، *أشار نحو ويلونغ مُكملاً بغيط* تلك إبنتُه هو "

لينغ هي رفعَ إبهامه بإعجاب على رد شين المُوبخ لأُخته ،و بعثر خُصلاته مُضيفاً مع نظرات مُشفقة نحو ويلونغ.
" لذا لا تطرُد والد الفتاة المسكينة ،لن تسعد بالعيش بدون والد "

و رُغم أن دفاع لينغ هي غير المُباشر عن ويلونغ لم يُعجب شين البتة ،الا أنه 'لينغ هي' بعد كُل شيء و صديقُه الذي لا يتواجد كثيراً لذا سايرهُ بإيمائة بدى من الواضح للغاية أنها مُكرهَة.

حصلَ على تربيته من لينغ هي مع إبتسامته الجميلة ، جميعُ شُبان عائلة بي تميزُوا بقدر كبير من الوسامة مع إبتسامة مُذيبة للقلُوب.

" لما تقُول 'تلك' و كأنك لن تُحبها؟ "
إستفسر وينجون شين بسُرعة و قبل أن يُصبح جميع حُبه موجه للينغ هي فقط.

فأجاب شين بذات السُرعة.
"لن أُحب سوى أُختي "

تدخلت سارين تسألُه بلهفة و تأمُل.
" ماذا عني؟ "

هزَ شين رأسُه برفض فشهقت سارين بدهشة و أخفضت رأسها لتُكملَ تناولُ طعامِها بإنزعاج ،عكس لينغ هي الذي إستمر بالتحديق نحوها مع إبتسامته التي لا تزال.

شين شعرَ و كأن الأمر مألُوف فتلك النظرات التي يمنحُها لينغ هي لسارين تبدُو مشابهة للغاية للتي ينظرُ بها ويلونغ نحو روي ، زفرَ نفساً عميقاً بينما يُفكر أن هذه العائلة حلت عليها لعنةٌ ما بالتأكيد.

و لكن على كُل حال لينغ هي لم يكُن لِيُسْمَحَ له بإطالة النظر أكثر حالما سمعَ حمحمةَ والدته المُحذرة و التي تليها جرُها لأُذنه إن لم يَنصاعْ حالاً ،أبعد نظراتُه و وجهها نحو طبقه بضيق.

..

بعد إنتهاء العشاءُ توجهت روي نحو أقرب أريكة للإستلقاء بكسل و خُمول و راقبت ويلونغ عن بُعد يتربعُ وسط الأطفال بعد أن رفضُوا قطعياً ذهابه لأي مكان قبل أن يلعب معهم.

و لكن تقاطعَ مرور لينغ هي مع نظراتها ،قلبت عينيها بضجر منذُ جلوسه مع ذات النظرات المُعتادة و تردُده فتمتمتْ قبل أن يبدأ حديثه.
" ما رأيُك أن تعترف لسارين بُحبك بدلاً عن جلسة الإستجواب؟ "

عقص حاجبيه بحيرة مع فاهه المشدُوه من توقعها الصحيح تماماً ،إعتدل في جلُوسه في الأريكة التي تقابلُها و ضم يديه بتوتر.
" كيف يمكنُ للمرأ أن يتصرف بهذا التهور ،هل تعتقدين أن جميع الرجال ويلونغ "

وجهت إليه نظرات ليزرية حالما أضاف ويلونغ بقصد مُسيء و سُرعانما ضحك بتمُلُق و قلب عينيه بملل قبل أن يُبرر.
" بالتأكيد لا أقصد الإهانة إليه ،و لكن أضربُه كمثال "

أشار نحو كامل ذاته و إستفهمها بحيرة و قلق.
" هل تعتقدين أنني سأكون نوعها المُفضل؟ "

روي نهضت بينما تُلقي عليه نظرة فاحصة قبل أن تُجيب.
" أنت النوع المفضل لجميع الفتيات، عداي "

إبتسم بتصنُع على نهاية حديثها السخيفة ،
و سُرعانما عادَ لمقصده منذُ البداية قائلاً.
" أعني أخُتك و ليس الفتيات "

هزت رأسها بنفي.
" لا أعلم ،لديها ذوق غريب ولا أعتقدُ أن تفضيلاتها تتوقف على نوع واحد "

سُرعانما هبطتْ معالمُه بخيبة ،و زفرَ بيأس و لم يلبث ثواني أُخرى حتى غادر وسط نظرات روي المُستغربة..حتماً هو إبن عائلة بي فهو يتمتعُ بمِزاجِهم الغريب.




اكسير الحُبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن