..
" الزواج أمر يخص العائلة ،لا يمكن أن يكون لُعبة "
الجدة بي وجهت حديثها إلى ويلونغ الذي يُقاصدها بإبتسامة زائفة." روي فتاة غير ناضجة ولا يُمكنها الطهو جيداً لا يمكن ان تكون معجباً بها ،لرُبما أنت مُخطئ "
أضافت بإصرار." انت مُحقة جدتي أنا لستُ معجباً بها "
تمتمَ ويلونغ بعد أن مُنح الوقت ليتحدث ،رغم أن كلمة 'جدتي' لم تُرق ابجدة بي الا أنها لازالت سعيدة لقوله أنه ليس مُعجباً بروي..فذلك يعني أنه لازال هناك أمل لطفلها المفضل وينجون." أنا أحبها ، لستُ مجرد معجب "
أكمل ما جعل ضحكات الجدة السعيدة تتهاوى ببُطئ و ترمقه بضيق." أنت وسيم لكنك لست ذكي "
تمتمت الجدة بإنزعاج و أشاحت عينيها بعيداً ،إتكأت على عصاها لتنهض مغادرتاً بسخط و إحباط....
شيء بطُول البضع سنتيمترات كان يحيكُ مقلباً لزوج أخته منذُ الصباح الباكر..
تحضر جيداً بعد أن شاهد مقلب جيري الصغير على توم الضخم و الذي ألهمه كثيراً أنه لا بأس بالمحاولة حتى لو كان ويلونغ عمالقاً للغاية بالنسبة لطوله الحالي.
واسى ذاته بهمس.
" حينما أكبر سأفوقه طولاً بكل تأكيد ،نعم لأني أختي أيضاً عملاقة "وضع بعض الصراصير التي إصطادها مع وينجون و التي أخبر الآخر أنه سيحتفظُ بها كتذكار على رحلتهما اللطيفة و بالطبع لم يُمانع رغم غرابة الأمر...لأن ذلك صغيره الآخر شين.
و بالطبع هُناك أمرٌ لا يريح شين منذ البارحة ..أن أخت ويلونغ قد اختفت بحلول الأمس تحت عُذر أن هُناك أمر طارئ و مهم للغاية ،شيء أهم من محاولة كسب قلب ابن عمه و ذلك بجد ذاته يعدُ شيئاً مُدهشاً.
بحلول المساء عاجلاً تسلسل شين بكُل هدوء و قبل وصوله قاطعته والدته التي يبدو عليها النُعاس.
" شين لمَ لم تنم بعد؟ "أبدى العديد من المعالم البريئة و الصوت الطُفولي الذي لا يُقاوم حينما أجاب.
" ويلونغ لم يعد بعد ""هل أصبحت تحبه و أخيراً؟ و تقلق عليه أيضاً يا الهي روي ستسعد لذلك "
هتفت والدته مع ضحكات غير مُصدقة و سعيدة ،رغم معالمه التي لم تعُد تمتُ للإبتسام بصلة الا أنه أومأ بإكراه.و حالما غادرت تحرك ركضاً نحو الغُرفة..
راقب الأرجاء بتمعن قبل أن يُفلت اليرعات و الصراصير و بعض اليعاسيب ،إبتسم بينما يراقب اليرعات المضيئة التي رويداً شرعت تبدو له مخيفة للحد الذي جعله يتراجع ببُطء..هي حتماً لا تبدو لطيفة الآن كما عندما إلتقطها.
تأهب للبُكاء حالما توجهت اليعاسيب صوبه و تراجع بخوف قبل أن يصدم بشيء ما ،و ذلك ال'شيء' أخفضهُ إلي مستوى جزعه حتى إشتمَ رائحة عطر مألوفة.
قبل أن ينبلج صوتُه الهادئ الذي لطالما كان كذلك.
" هل تعلم لما تبدو غاضبة منك ولا تطيعُك؟ ،لأنك كدت تجعلها تموت ،لا تفعل ذلك مرة أخرى لأنها لن تغادر مُجدداً دون الإنتقام "شين رفع عينيه يحدقُ بزوج أخته الذي يبدو له كبطل مغوار حتمأً الآن ،
عيناهُ الطفولية التي إحتشد حولها جيوش من الأمطار قد لمعت بإمتنان و سُرعانما عانقه بإرتعاب.." لم أكن أريُدها أن تموت "
تحدث بلهجة تكاد تجهش بالبُكاء.ويلونغ حاول إخفاء إبتسامته بصعُوبة بينما يربتُ على شين بلُطف وسط الإشارات التي يرسلها مع روي التي تختبئُ بعيداً عن ناظري شين.
ابتسمت بينما تسأله ما إذا سار الأمر على ما يُرام ،رغم أن الجواب يبدو واضحاً الا أنه أجاب بإيمائة سعيدة.
يبدو أنه و أخيراً إستطاع الدخول لقلب شين قليلاً اليوم.
...
في طاولة الفطور صباح اليوم التالي ،شين أصر على الجلوس ملتصقاً بويلونغ ..و لم يكتفي بهذا الحد!
بل أصر على تقاسُم طعامه معه حتى أنه يضع أطباقه المفضلة للآخر بسخاء مع إبتسامة واسعة.
الجميعُ يبدي علامات إندهاش من هذا التغير السريع و المُريب.
" ويلونغ لا تتأخر سألعب معك ليغو "
أفصح شين ببراءة بينما يتجاهل إندهاش الجميع و حتى الشهقات التي برزت عكس روي التي أفلتت ضحكة صغيرة دون قَصد.ويلونغ أومأ دون تردُد و أجاب بصوته الثخين الهادئ.
" سأحرصُ على أن آتي سريعاً "و شين بدوره إبتسم بوسع و وضع المزيد من الطعام أمامه قائلاً مقلداً طريقة والدته في الحديث.
" تناول المزيد أنت نحيل للغاية ،لن تستمر بالنمو بهذه الطريقة سيصبحُ جميع رفاقك عمالقة و ستكون القزم الوحيد "...

أنت تقرأ
اكسير الحُب
Romanceما الهربُ منكِ الا عودةٌ إليك. يُقال أن الحُب فواح ،و العشق طوقٌ لامع.. حين يفُوح الحُب..