من المُتوقع أن هذه الأُمسية الخاصة برأس السنة ستكون مميزة للغاية ،اكتظ المنزل بالأشغال و في وسط هذه الأشغال تبادل ويلونغ النظرات مع روي.
إبتسم إبتسامةً وصلَ مغزاها إلى الأُخرى ،و سُرعانما تسلل و شابك يديهما و أشار بخفة نحو الباب و إزداد وُسعُ إبتسامته حالما أيدتُه بهز رأسها بفرح..
و إستطاعا الفِرار و أخيراً خارِج أسوار المنزل التي باتت عائقاً على وُجودهما سوياً.
أجواءُ رأس السنة ..الزينة البراقة التي تطغُو على الشوارِع و الأروقِة و الضجيج الذي ينمُ عن صرخات الأطفال أثناء شرائِهم للمُفرقعات.
" ويلونغ لنشتري مُفرقعات "
هتفت روي بينما تهزُ يده بلهفة ،المعني بدل نظراته بين عينيها التي تبرُقان بفرح و بين المُفرقِعات التي تبعدُ عنهُما بضع خُطوات في المتجر.خشِيت مِن صمتهِ الرفض لذا ألحت عليه بعيُونٍ براقة و لاهِفة حتى كوبَ وجهها و أردف برومنسِية.
" سأحضرُ لكِ القمر إن طلبتِ "سحبها خلفه سريعاً صوب المتجر و إشترى كُل ما أشارت إليه ،و إنطلق نحو وُجهتم التالية ..سطحُ المنزل.
ركِبا الدَرجاتِ ببُطء و خُفوت ،و روي ظلت تنظر حولها بقلق كما لو أنها تقُوم بجريمة قتل أو ما شابه..
و حالما وصلا السطح ،جلس أولاً على الأرضية بينما يشيرُ لها بالجلوس و أفرغ مُحتويات الأكياس التي تخصُ أُمسيتهِما الليلية.ترك أمر ترتيبها عليها و نهض لإغلاقِ باب العُلِية حتى لا يُفسَد الأمر مثل كُل مرة.
جلس مُجدداً بينما يقابلُها بنظراته المُولعة ،و روي أطلقت عدة قهقهات خافتة حالما إنتبهت و أردفتْ بمُزاح.
" هل أنا جميلة لهذا الحد؟ "أومأ بينما يُجيب.
" جميلة للغاية "تجمدت لوهلات بخسة مصدُومةً من إجابته الصرِيحة ،و لم تمضِ ثوانٍ أُخرى حتى ضحك بينما يتجه ناحِيتها.
" الجو بارد للغاية بالأعلى "بظرفٍ ثواني قليلة شعرت بكفيه تجذِبانِها نحو كُنفه بينما يحدقُ نحوها بإبتسامته الوسيمة التي لم تفشل قط في جعلِ قلبها يخفقُ بذلك الصوت الفاضح ،أشاحت عينيها بخجل بينما يربتُ على خُصلاتها بلُطف..
بات صوتُه الأجش أبعد عندما أردف مُتكئاً بيديه نحو الخلف.
" أتعلمين لما السماء تبدو جميلة للغاية في هذا اليوم بالأخص؟ "وجهتْ روي نحوه نظرات الجهل و الإستنكار حتى أجاب.
" لأنكِ بجانبي "لم يكُن بوسعها إخفاء تلك الإبتسامة ، و تمتمت بينما تحاولُ مجاراته بالحديث المعسُول.
" هل تعلم ما هي أغلى ساعة بالعالم؟ "شد كتفيه بينما يعيدُ موضعه بجانبها و أجاب بينما يقلبُ عينيه بحيرة.
" أعتقد أنها جوتشي أو ما شابه؟ "نفت بإبتسامة مُنتصرة و أردفت بحُب.
"الساعة التي رأيتُكَ فِيها "انفجر كلاهُما ضحِكاً بعد صمت دام لثواني و على الأرجح لرفع الحرج عن تِلك اللحظة الغريبة.. و لأنها المُبادرة الأولى لها في مُغازلة ويلونغ.
و روي سُرعانما عثرت على الفُرصة المثالية لتحقيق أحد أهم أحلامها! ، خلخلت أناملها و بعثرت خُصلات ويلونغ الدمِثة و تمتعت بكامل الحق في أن تُزيحها أينما تشاء..حركت غرته إلى الأعلى و نظرت إلى حاجبيه المقطُوبين فإنفجرت ضاحِكة.
رويداً سنحت لها الفُرصة في تأمُل عينيه عن قُرب و جسر أنفه المثالِي..يبدو أوسم و أكثر لُطفاُ!.
و كان دورُه هذه المرة ليُردف مازِحاً.
" هل أبدو بتلك الوسامة؟ "إكتفت بإيمائة مؤكدة و حركت أطراف ثوبها الفحمي لتعتدِل في القعُود، رغم كون ثوبِها يحمل لوناً غامِقاً يكادُ لا يتضِح في هذا الوقت و لكن تتخللتهُ بضعُ ورود بيضاء تكفلت بإحداثِ فارِق.
إنتشلَ كفها و وضعها على كفه بينما يرمقُ الفارق الكبير بينهُما بإستهجان و دهشَة ،ضحكت على تعابيره المصدُومة قبل أن تُشابك ذراعيهما و تشاركُه لحظة تأمُل صامتة..
زال الضوء الخافِت و حلَ عنُه مساء داكِن يضمُ نُجيماتٍ جميلة تزين السماء ،الضجيج الذي كان يعمُ المنزل قد أمسى خافِتاً حتى إختفى.
روي تناولت كيس الحلوى الهُلامية و وضعتُه عندها، ثُم أشعلت المصابيح الصغيرة التي تبدو على هيئة لطيفة و أردفت بحماس.
" أعتقدُ أنه الوقت لنعد تنازُلياً "أخرج هاتفته و تفحص الوقت قبل أن يومأ ،أعاد شعره للخلف مُجيباً بإبتسامة واسعة.
" نعم "رفع ثلاثة من أنامله و نظر نحو روي التي سُرعانما فهمت مقصده و تكفلت بالعد بصوت خافت..
" ثلاثة..
إثنان..
واح.. "
و قبلَ أن تُكمل باغتها بعِناق ،تَوسعت عينيها بصدمة قبل أن تُحاوطه بدورها مُتمتمة بخفُوت.
" في كل عام أتمنى أن تكون أول ما أراه. ".

أنت تقرأ
اكسير الحُب
Storie d'amoreما الهربُ منكِ الا عودةٌ إليك. يُقال أن الحُب فواح ،و العشق طوقٌ لامع.. حين يفُوح الحُب..