عاد أحمد بصحبة أسرته إلى منزله بعد قضاء فترة المساء فى منزل والده دلفوا جميعاً
بصخب لبهو المنزل ثم لحق بهم أحمد بعد لحظات بعد أن صف سيارته وبمجرد دلوفه
للمنزل تعالى صوته ينادى على أحد بناته زاجراً بصوت غاضب
:- سلمى .... لو لمحت اللبانة اللى فى خشمك ديه تانى هكسر صف سنانك وأخرچها
جحظت مقلتى الفتاة فزعاً وكادت تبتلع العلكة مع ريقها الذى جف لولا صوت والدها المحذر
:- إياكِ تبلعيها ... تف من خاشمك
رفعت الفتاة كفها المرتعش وأخرجت العلكة من فمها مرددة بتلعثم
:- والله يا أبوى ما بنضغها غير فى الدار
حرك رأسه باستنكار يؤكد بحزم
:- لا فى الدار ولا بره الدار ... فاهمة
حركت رأسها سريعاً بطاعة بينما التفت إلى الفتاة الأخري مردفاً
:- وأنتِ يا سندس ... الموبيل اللى لازج فى يدك ده تهمليه شوية واهتمى بدروسك
... الدراسة هتبدأ خلاص
قامت سندس بهز رأسه كشقيقتها تماماً
بينما بدأت والدتهم فى التذمر
:- ولا فى فايدة ... ولا بيسمعوا الكلام أدى أخرة خلفة البنات
صرف أحمد بناته بنبرة أهدأ قليلاً متجاهلاً حديث زوجته
:- يلا على أوضتكم ... تصبحوا على خير
اختفت الفتاتان الكبيرتان بلمح البصر بعد رد تحية المساء بخفوت
اقتربت نواره تتشبث بكف والدها تنظر لأعلى لتصل لرأسه العالى قائلة بصوتها المحبب
:- هتطلع معاى يا أبوى
أخفض أحمد رأسه نحو طفلته المحببة، يواجه وجهها الصغير بابتسامة لطيفة قائلاً بلين
:- طبعاً يانواره ... يلا أوصلك لأوضتك
طالعتهم نجوى بحنق متمته بهمس "دلع بنات ماسخ"
ثم بدأت الصعود لغرفتها حاملة طفلتها الصغيرة النائمة
انحنى أحمد يحمل طفلته الحبيبة وصعد بها الدرجات وهى تشكو له بصوتها الطفولى المحبب
:- اشمعنى سندس وسلمى يناموا مع بعض وأنا أنام لحالى يا أبوى
تأملها أحمد بحب وقال ببساطة
:- عشان هما الكبار يانواره ولما فچر تكبر شوى هتنام معاكِ فى أوضتك
زمت شفتيها متأففة بوجه عبوس
:- لسه أما تكبر ... أنا بخاف أنام لحالى
ضمها لصدره يلثم وجنتها المكتنزة الشهية ثم فتح باب غرفتها ودلف بها
ووضعها أرضاً ثم جلس على الفراش ساحب كفها الصغير لتقف أمامه قائلاً بحنو
:- نواره بنت أحمد السمرى تخاف ... كيف ده!! ... نواره شاطرة وشچاعة ماتخافش
من حاچة واصل (ضم رأسها بين كفيه مستطرداً) ولو حسيتِ بأى جلج فى النوم
تجولى المعوذتين طوالى واستعيذى بالله
ابتسمت برقة قائلة بحماس
:- أنا كل ليلة بجرا الفاتحة والمعوذتين وقل هو الله أحد كمان ...
المس علمتنا إكده فى المدرسة
ابتسم بوجهها بنعومة ومسد على كتفيها يبثها الشجاعة
:- ماشاء الله عليكِ .... ربنا يحفظك من كل شر يا بنتِ
ضمها أحمد لصدره يربت على ظهرها برفق ثم حثها على تبديل ملابسها
والخلود للنوم وتركها وانصرف لغرفته**************
دلف أحمد إلى غرفته وجد زوجته تتحدث فى الهاتف بخفوت تنقل التقرير اليومى
لوالدتها كالعادة تناهى لسمعه همسها
:- لسه راچعين من شوية ... خالتى جالت هتتصرف وتتحدت وياه
رمقها أحمد بقلة حيلة ثم اتجه لتبديل ملابسه ... وبعد أن انتهى التفت إلى الفراش الصغير
بركن الغرفة وتوجه نحوه يلقى نظره على أصغر بناته النائمة بوداعه
مرر أصبعه برقة على وجهها الناعم الرقيق يستمد الهدوء النفسى من وداعتها وبرائتها
قاطعه صوت زوجته التى أنهت حديثها سريعاً حين دلوفه الغرفة
:- شفت ولاد أخوك حلوين كيف
رمقها بنظره كاشفة لما ترمى إليه ثم تحرك نحو الفراش وجلس عليه يخلع ساعة يده
ويضعها جانباً بينما تلاحقه نجوى بكلماتها
:- كان شكلك مبسوط جوى وأنت وسطيهم
لم يلتفت نحوها أو يجيب ... تحركت لتقف أمامه مباشرة وانحنت نحوه قليلاً
هامسة بخفوت مغوى
:- بالك بجى لو عنديك كيفهم ولو حتى ولد واحد
رفع مقلتيه نحوها يتفحصها بصمت وهى تتابع بنفس النبرة
:- ولد واحد يشد ضهرك ويرفع راسك
أعتدل على الفراش ومدد جسده مغمضاً عينيه فاقتربت أكثر وجلست بجانبه
على طرف الفراش ترمقه بغيظ ثم قالت بحنق
:- أنت مش بترد عليا ليه!!
ظل على حاله مغمض العينين يحاول التحكم بأعصابه ثم قال بحسم
:- أنتِ خابرة رأيى مليح
عضت على شفتها غيظاً ثم قالت بتأفف
:- يعنى هتنام بردك
تقلب على جانبه ساحباً الوسادة فوق رأسه تاركاً نجوى تصطلى بغيظها
وتعض على أناملها بسخط
أنت تقرأ
التقينا فأشرق الفؤاد بقلم / إيمان سلطان
Romanceرواية تدور أحداثها في الصعيد وما يحتويه من عادات وتقاليد تربط بين العائلات من خلال يوسف الذى تجره الأحداث للعودة إلى دياره ليكتشف سبب هروب والده من بلدته ويحاول إثبات براءة والده من خلال مجموعة من الأحداث سيتم نشر الفصول تباعا....