الفصل الثانى والثلاثون

1.8K 53 0
                                    

تمطت فى فراشها بنعومة وتكاسل وعلى وجهها ابتسامة صغيرة تتمدد لتشمل كل وجهها، استلقت على جانبها تتأمل ملامح فارسها النائم بسلام بجوارها

ومدت أناملها الرقيقة تتحسس خصلاته القصيرة نزولاً إلى عنقه القوى ثم كتفه العريض ومالت تطبع قبلة رقيقة فوق وجنته الحليقة قبل أن تتسلل خارج الفراش ببطء وهدوء حتى لا يستيقظ من نومه

وقفت أمام مرآة الزينة تصفف شعرها الكثيف الليلى وهى تتأمل نفسها داخل هذه المنامة الحريرية ببنطالها القصير والذى يصل لتحت الركبة بعدة سنتيمترات والجزء العلوى منها ذو حملات رفيعة وصدر واسع يظهر نحرها بسخاء

حركت مقلتيها نحو زوجها وعادت ابتسامة خجولة للظهور حين تذكرت رد فعله بالأمس حين شاهدها داخل هذه المنامة لأول مرة بعد أن تخلص من أبنائهم أخيراً بعد منتصف الليل

لم تتوقع رد فعله وخشيت أن يغضب من ارتدائها لبنطال ولكن ولدهشتها نال إعجابه الشديد وزادت من لهفته عليها فحملها معه فى عالم وردى مبطن بالعشق والاشتياق والدفء وكأنهما عروسان فى بداية زواجهما

طرقات قوية وواضحة على باب الجناح الخارجى انتشلت أمل من ذكريات ليلة أمس الساحرة وأسرعت نحو مئزر منامتها ترتديه على عجل ظناً منها أن الطرقات ترجع لأولادها وحين فتحت الباب تفاجأت بوجود فهيمة أمامها بملامحها الجامدة الخالية من التعبير

أفسحت أمل الطريق لها لتدلف لغرفة المعيشة الملحقة بالجناح مرحبة بها وفهيمة تدور بعينيها فى المكان ثم أستقرت نظراتها تتفحص ما ترتديه أمل بتمعن وقالت متهكمة

:- لبستى البنطلونا يا أمل

أخفضت أمل رأسها تتأمل نفسها بخجل ثم عادت ترفع رأسها بشموخ خاصة بعد ما حدث بالأمس، فيبدو أن الأمور انقلبت على زوجة خالها برغم تهرب فاروق من الخوض فى هذا الحديث، لذا أجابت بثقة اكتسبتها من الأيام التى عاشتها فى منزل البدرى

:- اسمها بيچامة يا مرت خالى ... عچبتك

مصمصت فهيمة شفتيها كعادتها وكتفت كفيها أمام بطنها قائلة بلامبالاة

:- تعچبنى ولا لاه هيفرج فى إيه ... المهم تعچب چوزك

ناظرتها أمل بحياء وقالت بصوت خافت

:- عچبته جوى يا مرت خالى

مصمصت شفتيها من جديد ساخرة ثم سألت باقتضاب

:- فينه ولدى رايده أتحدت وياه

:- فاروج لساته نايم

قالتها أمل برقة وخجل بينما وجهت فهيمة نظرها نحو غرفة النوم الداخلية وتحركت نحوها تنوى الدخول دون استئذان قائلة بتلقائية وبطبعها القديم

التقينا فأشرق الفؤاد بقلم / إيمان سلطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن