الفصل الثانى والأربعون

1.5K 49 2
                                    

لم يتبقى سوى يوم واحد على زفاف مدحت وفرح وقد عج منزل الحاج سليم بالضيوف والأحباب وعلى رأسهم عائلة مدحت التى حضرت منذ الصباح الباكر ونزلت فى ضيافة الحاج سليم الذى أصر على استقبالهم بترحاب وكرم أهل الصعيد ورفض أن يقوم مدحت بتأجير شقة خاصة بهم

ترك الرجال المنزل للسيدات وتجمعوا فى الحديقة بالخارج بجانب غرفة المضيفة الرحبة المعدة لاستقبال الضيوف حيث استقر بها والد وشقيق مدحت أما والدته وشقيقته فكانت لهم غرفة خاصة داخل المنزل

رحب سليم بوالد مدحت من جديد يطمأن على راحته بعد أن استقر بالمضيفة ويؤكد على حسن الاستقبال :- منور البلد كلاتها يا حاچ يسرى .. لو فى أى حاچة ناجصة المضيفة خبر حسام طوالى وهو يظبطها

ابتسم يسرى بأريحية وقال مازحاً :- ناقصة إيه يا حاج سليم ديه مضيفة خمس نجوم .. والله الواحد حاسس براحة نفسية هنا كبيرة أوى بعيد عن الدوشة والتلوث اللى عايشين فيه وكفاية حُسن استقبالكم وضيفاتكم الطيبة

حرك سليم رأسه بتواضع قائلاً بترحاب :- تنور فى أى وجت وكيف ما تحب تجعد ... أحنا أهل دلوك يا حاچ يسرى ولا إيه؟

:- طبعاً ... و نعم الأهل والنسب والله

تدخل مدحت يجامل حماه بمبالغة يستحقها :- والله يا بابا أنا من يوم ما شفت الحاج سليم وحبيته على طول .. وجودى معاهم عوضنى عن بعدكم وحسيت أنى وسط أهلى بالظبط

أرخى سليم جفنيه وحرك رأسه بوقار قائلاً بامتنان :- ما هى ديه الحجيجة يا مدحت .. أنت واحد منينا دلوك يا ولدى

ناغشه حسام دلالة على زياراته المتعددة لهم خلال فترة الخطبة القصيرة فمازحه قائلاً وهو يرمقه بمشاكسه :- من دلوك بس يا أبوى هو بجى منينا من زمن

ضحك مدحت وقد فهم مغزى حديث حسام ومال عليه يشاكسه بخفوت :- أوعدك مش هتشوف وشى بعد الفرح لمدة شهر

اتسعت حدقتا حسام بنظرة تحذيرية أن يخوض مدحت في أى حديث لا يليق حول زواجه من شقيقته فتدارك مدحت نفسه سريعاً مردفاً بابتسامة بسيطة :- أصلى ناوى نسافر أسبوع ولا اتنين على الأقل ... شهر عسل يعنى

لانت ملامح حسام لكنه لم يتخلى عن نظرته المهددة وقال متهكماً :- وهتسيب النجطة لمين يا حضرة الظابط

وضح مدحت بجدية :- فى ملازم لسه ماسك جديد في المركز وهينزل مكانى تحت إشراف المأمور لغاية ما أرجع من الاجازة ... ما تقلقش يا أبو نسب الأمن مستتب

أنهى حديثه بغمزة شقية تقبلها حسام بابتسامة مرحة، غير شقيقه مجرى الحديث حين قال بعشم كبير :- المناظر الطبيعية هنا بديعة وكل حاجة لسه بخيرها .. أنا أقدر أنزل أصور فى البلد يا حسام ولا فيها مشكلة؟

التقينا فأشرق الفؤاد بقلم / إيمان سلطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن