الخـاتمــــة

3.1K 99 57
                                    

عدة أشهر انقضت امتدت فيها جسور الود والمحبة بين زوجة الأب الشابة والفتيات الصغيرات، عفوية شموع وطيبة قلبها منحاها القدرة على تحمل تجاهل وبرودة التعامل مع الفتيات فى بداية انتقالها للمنزل الكبير وبمرور الوقت ذاب الجليد وتوطدت العلاقات وكان السبب الرئيسى هو اجتماعهم على حب وإحترام رب الأسرة الذى يبذل قصارى جهده لإرضاء الجميع دون الجور على حق أياً منهم على حساب الأخر

مر عليهم العديد من المواقف التى واجهوها سوياً كأسرة حقيقية ظهر فيها معدن شموع الأصيل أمام الفتيات وربما كان أخر هذه المواقف نجاح سلمى فى اختبارات الثانوية العامة بعد أن تضافرت كل الجهود لتوفير سبل النجاح لها من جميع أفراد الأسرة

وقبل إعلان النتيجة كانت شموع قد أعدت نفسها للاحتفال بالنجاح الذى لم يُعلن بعد، بتحضير قالب من الحلوى وزجاجات من الشربات وخلافه ثقة فى جهد ابنة زوجها وسعيها الجاد للنجاح

حتى أن سلمى نفسها أصابتها الدهشة من ثقة شموع فى نجاحها وهى التى يلتهم الخوف قلبها فى انتظار عودة والدها بالنتيجة المنتظرة ولكنها الرغبة فى الفرحة والفأل الحسن الذى نشرته شموع فى الأجواء فأضاف فرحة مسبقة على الجميع فشاركها الجميع هذه التجهيزات حتى وصل والدها بالخبر اليقين

أما نرجس والدة شموع فكانت كالضيف الخفيف الذى لا يشعر به أحد فكانت تقضى وقتها بين جنبات المطبخ تساعد نحمدو فى صنع الطعام أو فى رعاية عبدالله وفجر تتجول بينهم بهدوء وتناقشهم بصوت خافت وقد وجدت سكينة قلبها فى مجاورة ابنتها ورعاية حفيدها

أما اليوم فأنقلب حال المنزل رأساً على عقب بمجرد شعور شموع بألام الوضع استدعت سلمى والدها للعودة إلى المنزل كما أسرعت نرجس بإستدعاء صبحية ورئيسة للمساعدة

خيم على الجميع غيمة من التوتر والاضطراب على وقع صرخات شموع المتألمة وخاصة سلمى التى مازالت متأثرة بوفاة والدتها بعد وضعها مباشرة

منذ عاد أحمد إلى المنزل بصحبة طبيبة التوليد ولينا التى أصر على حضورها للمساعدة فى الوضع وهو يجلس بالخارج فى الشرفة الخارجية للمنزل شاخص النظرات فى الفراغ يشعل سيجارة من أخرى بتواتر، يكتنف قلبه رهبة خفية، يخشى على محبوبته الألم وعلى طفله المنتظر مصير واجهه مراراً مع زوجته السابقة

الفقد، الفقد حتى قبل اللقاء فكم من ابن أو ابنة فقدهم بمجرد خروجهم للحياة ولم يتبقى منهم سوى ألم متوغل فى القلب والروح

من داخل المنزل كانت سلمى تتابع والدها الساكن مكانه بتعاطف، تشاركه قلقه وتوتره فتجربة والدتها الأخيرة فى الإنجاب ثم الرحيل من الحياة تركت أثرها فى كليهما غير واعية أن جرح والدها أعمق من ذلك بمراحل

التقينا فأشرق الفؤاد بقلم / إيمان سلطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن