الفصل السادس والثلاثون

1.5K 46 0
                                    

فى خلال ساعات قليلة شعت البهجة والسعادة على أرجاء منزل البدرى فى مظهر بهيج من الأضواء المتلألئة فى الحديقة وتجمع رجال البلدة جميعهم مجاملة لعائلة البدرى وللشيخ رضا وولده الدكتور طه

وبالطبع كان من بين الحضور فاروق السمرى نسيب العائلة وأفراد عائلة العزازى يصاحبهم مدحت الذى التصق بحماه وحسام طيلة الليلة أملاً أن يحظى بنظره من خطيبته المختفية بداخل المنزل مع السيدات

جلس الشيخ رضا بجوار المأذون الذى حضر خصيصاً لعقد القران مجاملة للشيخ الطيب المحبوب من الجميع حيث لا يجوز أن يعقد المأذون لأولاده عقد الزواج، وكان شهود العقد جلال وشقيق طه الذى حضر خصيصاً لحضور زفاف شقيقه أما يوسف فكان ولىّ العروس بصفته ابن عمها الكبير

وبداخل المنزل وعلى باب القاعة الداخلية التى تضم العرائس وقفت أصيلة بعباءة ثمينة وعقدها الذهبى الكبير يزين صدرها (كردان) ومصوغاتها الذهبية تزين كفيها ومعصمها، تتقبل التهانى بفخر أمومى بابنتها العروس وهى تكاد تطير من السعادة

تلتفت كل دقيقة وأخرى ترتوى من رؤية ابنتها الجميلة فى ثوب زفافها ليطمئن قلبها على فلذة كبدها التى عوضها الله بعد طول معاناة ووجع

أما بهية والدة طه فلم تكن أقل فرحة بل تجولت بين الحضور بعباءة فخمة، ترتدى كل مصوغاتها الذهبية تتلقى التهانى والتبريكات ثم تعود لتضم كتفى عروس ابنها بحب، مؤكدة للجميع من أصحاب النفوس الضعيفة رضاها الكامل عن زيجة ولدها البكرى بعروسة الجميلة ابنة الأصول حتى وإن سبق لها الزواج من قبل

ما أن انتهى المأذون من العقد حتى نهض طه يتلقى التهانى من الجميع تحت وقع الزغاريد الممتزجة بطلقات النار التى أطلقها حسام وفاروق فى الهواء مجاملة للعريس وليعلنوا الفرح والسعادة فى الأجواء

لم تهدأ نظرات طه نحو جلال ويوسف كل لحظة لا يقوى على الانتظار أكثر، يتحرق شوقاً لرؤية زوجته .... زوجته ما أجمل وقع هذه الكلمة على قلبه قبل أذنه

بعد أن هدأت التهانى نسبياً أقترب جلال من طه واصطحبه إلى الداخل ليقدم التهنئة إلى عروسة ترتدى شبكتها الذهبية، تنفس بعمق وتحرك معه إلى الداخل

كان أول من استقبله والدته التى ألقت بنفسها فى أحضانه تهنئة بسعادة وتدعو له ثم شقيقته بعدها توجه إلى أصيلة التى تقف بشموخ فى مكانها المميز الكاشف للبهو والقاعة، رفع كفها يلثمها بحب وكفها يربت على كتفه برضا وهى توصية على حسن معاشرة ابنتها وتدعو لهما بحياة سعيدة

دلف بعدها إلى عروسة داخل القاعة التى تعج بالنساء، ازدرد ريقه الجاف بقوة وعينيه تنطق بكل معانى الحب والغرام حين وقع بصره عليها، ارتجفت جفونه لجزء من الثانية لكنه تنفس مرة أخرى ليتماسك أمام النسوة، عدل وضع نظارته الطبية بارتباك ثم اقترب يجلس بجوار عروسة الخجولة بتوتر وخجل رجولى وكل هذه العيون الفضولية للنساء تحيط به

التقينا فأشرق الفؤاد بقلم / إيمان سلطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن