"يوسف حسين هلال البدرى"
مرت ثوانى قليلة من السكون كانت خلالها أمل تسترجع الاسم وتكرره بهمس وتوهان بينما لينا تقف بجوارها تطالعها بتوجس وعدم استيعاب بعد أن أفضت لها أمل بما يخفيه الجميع
صمتت لبرهة وكأن صاعقة من السماء ضربتها فأستوعبت وأدركت فخرجت من مخبأها واتجهت نحو السور الحديدى تتشبث به بكفيها وصرخت بلوعة تتأجج فى صدرها :- أخوى
فزع الجميع من صوتها وارتفعت الأبصار نحو الصوت الملتاع فالتقت مقلتى يوسف بأمل، غيرمستوعب لما تقول أما فاروق فصاح بصوته الجهورى وقد جن جنونه، رفع كفه يشيح بها فى الهواء صارخاً بحدة ومقلتيه المحتقنة تنهر أمل وتزجرها
:- ادخلى چوا يا حُرمة ... ادخلى
لم تتحرك أمل وهى تتأمل وجه شقيقها لأول مرة، حاولت لينا جذبها من ذراعها إلى الداخل برفق ومقلتيها تعانق وجه جلال بلهفة
فجأة انقضت عليها من الخلف فهيمة التى حضرت على صوت الصياح، غرزت أناملها فى رأس أمل وجذبتها بعنف قابضة على شعرها من فوق الوشاح وباليد الأخرى تكيل لها الضربات على ظهرها وذراعها وكل ما تطاله يديها وهى تدفعها بكل قوتها نحو غرفتها، بينهما لينا تحاول الذود عن أمل بجسدها الضعيف
دفعت فهيمة بجسدها الممتلئ لينا بعيداً وهددتها بغل للتراجع ثم حبست أمل بغرفتها ووقفت حارس على بابها تمنعها من الخروج وتمنع لينا من الدخول إليها
أما فى الأسفل فكانت الأعصاب مشدودة كوتر كمان حاد حين شهر فاروق سلاحه الشخصى فى وجه يوسف الذى حرك مقلتيه نحو جلال يتبادل معه نظرات حائرة غير مدركين لما يحدث
نهض صلاح يقف بجوار فاروق يحاول تهدئته حتى لا يتهور ويقدم على فعل جريمة أما عدلى فوضع كفيه فوق رأس عصاته وأحنى رأسه قليلاً أمام بقنوط بعد أن وقع المحظور وانكشفت الحقيقة
صرخ فاروق فى وجه يوسف بعيون محتقنة وصوت غاضب كاره
:- اسمع ياعويل أنت ... أنت فى دارنا يعنى أكتلك ومالكش عندينا ديه ... چيت تتعدى علينا وكتلتك دفاعاً عن النفس ونخلص منيك خالص
ناظره يوسف بثبات ولم يهتز قيد أنملة قائلاً بشجاعة
:- تقدر طبعاً ... بس الأصول بتقول تكرم ضيفك مش تقتله وأحنا جايين فى خير
جز فاروق على أسنانه قائلاً بسخط
:- ووشك العكر ده ياچى من وراه الخير
لمس صلاح ساعد فاروق يحاول تهدئته قائلاً
:- اصبر يا فاروق ... نفهم عاوزين إيه؟
صاح فاروق وهو يتقدم خطوة أخرى وألصق فوهة السلاح بجبهة يوسف باصرار
:- هيكونوا رايدين إيه ياعمى ... خراب بيوت ... اطلع بره بجولك وإلا أجسم بالله أفرغ الطبنچة ديـ...
أنت تقرأ
التقينا فأشرق الفؤاد بقلم / إيمان سلطان
Romansaرواية تدور أحداثها في الصعيد وما يحتويه من عادات وتقاليد تربط بين العائلات من خلال يوسف الذى تجره الأحداث للعودة إلى دياره ليكتشف سبب هروب والده من بلدته ويحاول إثبات براءة والده من خلال مجموعة من الأحداث سيتم نشر الفصول تباعا....