الفصل الواحد والثلاثون

1.7K 52 0
                                    

فى ساحة جامعة المنيا وقفت ندى بعد أن أنهت محاضراتها فى انتظار فرح وما هى إلا لحظات حتى ظهرت فرح بابتسامة مشرقة أمامها وهتفت معتذرة

:- أتأخرت عليكِ شوية كنت بصور مذكرة مهمة جداً

:- يادى مذكراتك اللى مبتخلصش ... على أى حال أنا لسه واصلة من دقايق وإلا كنت خنقتك لو سبتينى واقفة لوحدى كده

قهقهت فرح بمشاغبة ومالت على ندى تشاكسها

:- كل يوم بتخنقينى ومابموتش

ضربتها ندى على ذراعها بغيظ ثم تأبطاوا أذرع بعض بمحبة وتحركوا سوياً وفرح تهتف بفضول

:- كملى بقى الحكاية ... يعنى جلال كده خطب بنت خالتك صفا خلاص

تنهدت ندى بخفة وقالت باقتضاب

:- أيوه ... قرا الفاتحة مع جوز خالتى إمبارح

:- أنا مش فاهمة أنتِ متضايقة ليه ... ما أنتِ بتقولى أن البنت كويسة أوى وأنتِ بتحبيها

أسرعت ندى بإيماءة مؤكده وصوتها يوضح

:- طبعاً بحبها جداً ... أنتِ متعرفيش صفا ديه جميلة جداً ومؤدبة وهادية ومتدينة يعنى فيها كل الصفات اللى أى حد يتمناها

:- يبقى فين المشكلة بقى!!

توقفت ندى عن السير وواجهت فرح بشرود

:- المشكلة أن جلال قلبه فى حته تانية ... أنا مش عارفة مع مين بالظبط لكن كنت حاسة به فرحان أوى فى فترة معينة وبعدين أتغير مش فاهمة إيه اللى حصل بس واضح إنهم سابوا بعض ... صدقينى أنا خايفة عليهم هما الأتنين .. صفا بتحبه جداً وهو كمان بيحبها لكن كأخت بيعتبرها زيى ... تفتكرى واحد ديه مشاعره نحو بنت هيقدر يتجوزها ويسعدها

رفعت فرح حاجبيها بملل وقالت ناصحة

:- ياندى أنتِ أخته الصغيرة مش مامته بطلى قلق عليه ... جلال مش صغير وفاهم هو بيعمل إيه ... يمكن حكايته القديمة ديه انتهت وعاوز يبدأ صفحة جديدة يبقى واجبك أنك تساعديه على كده مش تقفى قصاده

قطبت ندى حاجبيها رافضة ودافعت عن نفسها بلهفة

:- عمرى ما أقف قصاده ... ده جلال ... جلال مش أخويا وبس ده بابا وماما وكل حاجة حلوة فى حياتى

رغم الجدية والتأثر التى تحدثت بهما ندى إلا أن فرح قهقهت بمرح ورققت صوتها تقلد مشهد سينمائى

:- أنت بابا وأنت ماما وأنت أنور وجدى

قرصتها فرح فى ذراعها بغيظ وهتفت بوجهها

:- تصدقى أنا غلطانة إنى بتكلم معاكِ

استدارت ندى وخطت بخطوات واسعة تتصنع الغضب وفرح خلفها تهرع للحاق بها وهى تضحك بمرح، خلف مجموعة من الأشجار المتراصة فى ساحة الجامعة كان هناك زوج من العيون المترصدة والمتأملة لواحدة من الفتيات هى بالنسبة له حلمه المستحيل

التقينا فأشرق الفؤاد بقلم / إيمان سلطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن