الفصل الثالث عشر

1.8K 59 0
                                    

وبعد الظلام يشرق النور من جديد محمل بنسائم التفاؤل والأمل، كما طويت صفحة الماضى إيذاناً بفرص جديدة تنتظر من يغتنمها

كان النهار مشوب بجو من التوتر بعد أن علم الجميع بقرارعماد

لم يلتقى يوسف بياسمين بعد ولكنه انتظر شمس عدة ساعات حتى عادت بالأمس من لقائها بياسمين تطمئنه على تقبلها الأمر بشكل جيد لكنه مازال يشعر بالحرج والتوتر من اللقاء بها رغم أن كلمات عمته أصيلة حين أبلغها بالأمر كانت فى منتهى التفهم والرقى رغم لمحة الحزن على وجهها

لقد لاعب الأمل صدور الجميع ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه

كان الصخب يتعالى من حجرة المائدة ويوسف يتقدم نحوها بتمهل، يحلل الأصوات ويلتقط الكلمات لعله يفهم عما يدور الحديث

وقف على عتبة الغرفة يبدل نظره بين ندى صاحبة الصوت الأعلى التى تشاغب فى شقيقها كالمعتاد وهو يقف ماثلاً أمامها فى استسلام وهى تتدلل عليه بطلباتها التى لاتنتهى

أما شمس فكانت تتابعهم بابتسامة لطيفة وهى تعد الطاولة لاستقبال طعام الإفطار

شعر بكف حنون يتأبط ذراعه من الخلف فحرك رأسه بحركة سريعة لتتسع ابتسامته ملقياً التحية على عمته التى احتضنت ذراعه بحنو وسحبته معها ليدلف للغرفة وينضم للجمع وهو يلقى تحية الصباح على الجميع

اتخذ كل فرد مكانه حول الطاولة بينما شمس وندى يتناقلون الصحون بسرعة وتناغم ثم اتخذت كلاً منهن مكانها، كان أخر المنضمين والتى حبست أنفاس يوسف حرجاً هى ياسمين التى دلفت حاملة صينية كبيرة تعلوها أكواب الشاى بالحليب

ووضعتها على طرف الطاولة ثم بدأت فى توزيع الأكواب بمساعدة شمس وندى بينما مقلتى يوسف تتفحصان انفعالاتها، يشعر بالحرج من نفسه ولايملك الكلمات المناسبة لهذا اللقاء

جرت حدقتيه على ملامحها المجهدة، ملامح صامتة، هالات من السواد تحت عينيها المتورمة بانتفاخ طفيف من أثر البكاء ورغم ذلك مازالت ابتسامة هادئة قابعة على شفتيها خاصة وهى تقدم كوب يوسف نحوه بنظره قنوعة وكأنها تطمئنه دون كلام

لم تشفع تلك البسمة فى الغصة التى ألمت به وأخذ فى توبيخ نفسه بصمت وملامحه المنقبضة تعبر عما يجول فى ذهنه

لامست شمس كفه برفق لتنتشله من أفكاره وحدقتيها تطمئنه بمرور أمر عماد على خير مايرام فقراره كان متوقع على كل حال

لدقائق ساد فيها السكون سوى من أصوات الصحون والملاعق حتى قالت العمة أصيلة بحنو دافئ تقطع الصمت

:- متچمعين على الخير والفرح دايماً يارب

اتجهت الوجوه نحوها تطالع وجهها المريح، طيب الملامح وهى تردف :- بكره المزرعة هتكمل بأذن الرحمن ... واسم البدرى يرچع يكبر ويعلى بالبلد بفضل ربنا علينا

التقينا فأشرق الفؤاد بقلم / إيمان سلطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن