الفصل الثالث والأربعون

1.5K 45 0
                                    

أمام باب المنزل الكبير لفيلا العزازى وقف يوسف يحدق فى وجه مدحت بنظرات لائمة وهو يقترب منه بلهفة تاركاً شقيقه خلفه يقف أمام المضيفة المغلقة على والديهما

ما أن اقترب مدحت يتلهف نحو يوسف حتى بادره الأخر موبخاً :- إيه اللى أنت عملته ده يا مدحت ... هو مكنش اتفاق رجالة ولا إيه؟

حاول مدحت التبرير لكن صوت واندفاع يوسف لم يتح له الفرصة وهو يردف :- أنت من يوم ما دخلت البيت ده وأنا معاك وبدعمك .. لكن دلوقت لا .. الوضع اتغير فرح زى أختى الصغيرة وأنا مش هقبل بأى حزن لها وفى الوقت الحرج ده ... ده بكره الفرح يا بنى آدم

رفع مدحت كفيه يحركهما فى الهواء يهدأ اندفاع يوسف وواضح على ملامحه علامات الندم وقال معترفاً بخطأه :- أنا غلطان .. أنا غلطان ومعترف بكده ... و متمسك بفرح ومقبلش زعلها أبداً ومستعد اعمل أى حاجة عشان أصلح اللى حصل ده

زفر يوسف ببطء يحدق فى وجهه معاتباً ونصحه بنبرة هادئة :- الموضوع كبر والحاج سليم مضايق لزعل بنته ومعاه كل الحق طبعاً ... اتفضل قدامى نتكلم معاه وتبرر موقفك ونشوف هتصلح مصبيتك ديه أزاى ... أنت صورتك اتهزت قدامه خلاص .. الراجل لو مكنش قد كلمته بيقع من عينيهم

خبط مدحت على صدره يطلب السماح والعون من صديقه :- أنا هعمل كل جهدى وأصلح اللى حصل .. بس خليك جنبى يا يوسف الفرح لازم يتم فى معاده أنا باقى على فرح ... وهى مش بترد عليا أنا محتاج أكلمها وأوضح موقفى لها

حرك يوسف رأسه رافضاً التدخل إلا بحدود قائلاً بجدية :- كل اللى أقدر اعمله أنى أكون معاك وأنت بتكلم الحاج سليم وده لأنى متأكد أنك بتحب فرح ... لكن أنى أساعدك تكلمها من وراهم صعب وخصوصاً بعد موقفك المنيل ده

قبض على ذراعه يحثه على السير معه :- يلا .. تعالى معايا نتكلم مع الحاج سليم

خطو خطوة إلى الداخل ثم توقف يوسف ومال على أذن مدحت يردف بخفوت :- يكون فى علمك حسام لسه معرفش .. الحق نفسك لأنه لو عرف هيوقف الجواز أو هيأجله

:- لا ..لا أنا عملت حسابى خلاص ... هتجوز بكره يعنى بكره

اندفع بثورة مشاعره ورغبة قلب فى وصال حبيبه، ضيق يوسف عينيه يرمقه بمكر ذكورى ثم دفعه أمامه إلى مكتب الحاج سليم

******************

داخل المضيفة

اتخذ يسري مجلسه بجوار زوجته، ثني ركبته تحته وواجهها بجسده يتفحص وجهها المتجهم بعبوس واضح، وعينيها شاردة بتفكير عميق

تنهد مطولا بصوت مسموع وابتسامة ساخرة تظهر على ثغره مرددا كأنه يحدث نفسه :- يا أخى البنى آدم ده عجيب ... فاكر إنه مالك الدنيا بأيديه وهيمشى الكون على كيفه

التقينا فأشرق الفؤاد بقلم / إيمان سلطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن