الفصل الخامس عشر

1.6K 46 0
                                    

تلقت شمس خبر حادث يوسف بقلب واجف، لم تتحكم فى سيل دموعها المنهمرة منذ سمعت الخبر، بصعوبة ارتدت عباءة ووشاح فوق رأسها بمساعدة شقيقتها فرح لتهرع إلى المشفى بصحبة أشقائها، عل قلبها المفزوع يرتاح برؤية حبيبه سالماً
حين وطأت قدمها المشفى ارتفع وجيب قلبها لأعلى مستوى وتهاونت ساقاها فى حملها لولا ذراع شقيقها الذى احتواها يبثها الأمان والاطمئنان  من وقت لأخر بكلمات مواسية وشقيقتها التى تضمها بقوة وتهون عليها بكلمات المواساة
تحركت متكئة على أذرع أشقائها بخطى متعثرة، تتلفت حول نفسها باحثة عن يوسف خلال كل باب غرفة تمر به ثم تعود بنظرها نحو شقيقها متسائلة بدموع عينيها عن مكان غرفته
ما أن وقعت عينيها على جلال يقف فى نهاية ممر طويل بالطابق الثانى للمشفى حتى تحفزت حواسها وحاولت الإسراع نحوه، خاصة حين لمحته يتحدث مع ضابط الشرطة
وحين اقتربت كان الضابط يتحدث عن الحادث ويخبر جلال بإصابة يوسف بطلقات نارية، شهقت جزعاً وارتخت ساقيها لتسقط مغشياً عليها بين يدى أشقائها

**************

مر بعض الوقت قبل أن تفتح جفنيها ببطء ولسانها يهتف باسمه بخفوت، امتدت يد حنونه لتربت على كفها فتمسكت بها وهى تصيح باسمه عالياً ثم فتحت عينيها على اتساعهما باحثه عنه ...عن حبيبها، زوجها يوسف ولكنها أدركت أنها مستلقية فى فراش أحد غرف المشفى وحولها شقيقتها الصغرى وأحدى الممرضات، يبدو أنه تم نقلها إلى غرفة بعد أن فقدت الوعى
جاءها صوت فرح الدافئ ليطمئنها وهى تشد على يدها
:- اطمنى ياحبيبتى .... يوسف بخير
تشبثت شمس بكف شقيقتها متسائلة بلهفة
:- هو فين يا فرح ... عاوزه أشوفه
حولت نظرها نحو الممرضة تتسائل بلوعة
:- أرجوكِ طمنينى
ربتت الممرضة على كتفها بخفة قائلة بنبرة عادية
:- اطمنى يا مدام ... هو فى أوضة العمليات والدكتور شوقى معاه
لم يكفى جواب الممرضة الذى لا يريح قلبها ... يجب أن تراه بعينيها حتى يهدأ القلب ويستريح
أزاحت الغطاء الخفيف من فوق جسدها وأنزلت قدميها لتهب واقفة، مدت فرح ذراعها تحاول إثنائها عن الخروج لكنها أصرت بشدة، استسلمت فرح لرغبتها وحاولت مساندتها بكل قوتها ثم خرجوا سوياً إلى الرواق حيث غرفة العمليات
بمجرد أن رأها حسام أسرع نحوها تاركاً جلال والضابط الذى كان يتحدث معهما، وهتف بها بحنو
:- جومتى ليه ياخيتى ... أنتِ تعبانه
أجابته بضعف ومقلتيها تتوسل الإجابة
:- عاوزه أطمن على يوسف ... حد يطمنى أرجوك ياحسام
ربت حسام على كتفها بمؤزارة حين أقترب جلال منها وأجابها بتعاطف
:- إن شاء الله خير وكلنا هنطمن عليه
ساعدتها فرح حتى جلست على مقعد معدنى فى الممر المؤدى لغرفة العمليات ومقلتيها مسلطة على الضابط قائلة بصوت أقرب للبكاء
:- الظابط قال أنه اضرب بالرصاص
لاحظ الضابط نظراتها نحوه فاقترب يتنحنح بحرج ثم ألقى السلام، قدمه حسام لشقيقاته
:- النجيب مدحت ... ظابط النجطة
بدل مدحت نظراته بين فرح وشمس وقال بعملية
:- أرجو أنك تطمنى يا مدام ... أعتقد أن أصابته مش خطيرة وإن شاء يقوم بالسلامة
تحركت عينيه نحو فرح أثناء حديثه يتطلع لملامحها القلقة المتعاطفة مع شقيقتها بينما تدخل حسام فى الحديث
:- دكتور شوجى معاه وده دكتور كبير وطمن چلال جبل ما يدخل العمليات
أومأ جلال مؤكداً على حديث حسام وطمأنها ببعض العبارات، تهدلت كتفى شمس مطأطأة الرأس تدعو الله بكل قلبها أن يرده إليها سالماً

التقينا فأشرق الفؤاد بقلم / إيمان سلطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن