الفصل الرابع عشر

1.7K 54 0
                                    

ما أجمل البدايات التى تنشر الأمل والتفاؤل فى النفوس، خاصة حين تكون البداية قوية وراسخة على أرض صلبة، يدعمها الإخاء والحماية والعلم

تحرك سليم برأس مرفوع يزينه عمامته البيضاء الناصعة وعباءته الصوفية بنية اللون فوق أكتافه، يتكئ على عصاه الأبنوسية بين الشباب الأربعة المتحلقين حوله، يتطلع يمنة ويسره بفخر واعتزاز فى أرجاء المزرعة التى بدأت اليوم عملها بشكل رسمى

العمال ينتشرون فى كل مكان كخلية نحل دؤوبة تحت إشراف الشباب، يرتدى كل منهم زى رسمى مناسب للعمل

ابتسامة عريضة شقت ثغر سليم فخراً وسعادة بهذا الإنجاز الكبير وتوقف يمرر نظراته الفخورة على الشباب المتحلقين حوله، يقومون بالشرح والتوضيح كل صغيرة وكبيرة بحماس وزهو، أومأ سليم برضا... وقال بافتخار

:- اللهم بارك ... والله الواحد فخور بكم يا رچالة ... المزرعة ماشاء الله حاچة تفرح

ابتسم حسام بخفة وأشار نحو شركائه الثلاثة قائلاً بود

:- البركة فى الاتحاد يا حاچ سليم ... كل واحد خابر بيعمل إيه فى مچاله وبيلچأ للشورى فى أى حاچة مش خابرها

ربت يوسف على كتف حسام وقال يتباهى بصهره

:- والله ياحاج سليم البركة فى حضرتك وفى وقفة حسام معانا ... لولا الشراكة ديه كنا هنتأخر كتير فى التنفيذ

هز سليم رأسه بارتياح يحمد الله على توطيد العلاقة بين ابنه وصهره فهذا كان غرضه من البداية حين فكر فى هذه الشراكة ... قال سليم برصانة

:- البركة فى شبابكم وعلامكم يا يوسف

نظر سليم نحو المزروعات التى شبت فوق الأرض ووجه حديثه لجلال

:- فكرة مليحة يا چلال .... إنك تزرع اللى يوفر العلف للبهايم

انتبه جلال للحديث وقال موضحاً

:- أحنا بنحاول نعمل تكامل فى كل المراحل داخل المزرعة ... وده هيوفر لنا وقت وفلوس كتير

أومأ سليم بموافقة ثم ناظر طه الذى يقف على بعد خطوات على استحياء ... فقال يبثه الثقة

:- أنا مطمن جوى ... وربنا يوفجكم إن شاء الله ... والبركة فى الدكتور طه هو الأساس فى كل الشغل إهنا ... ولا إيه يادكتور؟

اقترب طه خطوة ودفع نظارته الطبية فوق أنفه يقول بتأكيد

:- أومال يا حاچ ... المزرعة كلاتها فى عينيا ... وإن شاء الله هتكبر أكتر وأكتر ببركة دعائك

أومأ سليم بخفة بامتنان على مجاملة طه وابتسم بهدوء مؤكداً

:- البركة فيك يادكتور ... ده أنت صيتك مسمع فى الچيهة كلاتها ومكسب فى أى مكان تشتغل فيه ... ما بالك بجى مشروعك ويا أخواتك

التقينا فأشرق الفؤاد بقلم / إيمان سلطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن