توجهت إلى المنزل وأنا أشعر بخيبة أمل لأنني لم ألتقي بهاري، لقد ظننت أنه سيتحدث إليّ أو على الأقل ستجري بيننا محادثة صغيرة ولكن لم يحدث سوى تلك الابتسامات المتبادلة عند دخوله المحاضرة وانا لا أمانع هذا أبداً، فتلك الابتسامة تعني لي الجنة ونعيمها.
عندما عُدت إلى المنزل ألقيت التحية على والداي وكالعادة كانت كاثرين في غرفتها، فتوجهت إلى غرفتي وقررت الاستحمام بماء دافئ كي استرخي.
ارتديت ملابس مريحة وبدلاً من النوم قررت أن أكمل الرواية التي كنت قد استعرتها من المكتبة."هل حقاً تحبينه أم أنك تحبين الشعور باهتمامك لأحدهم والانتماء له؟" قال أحد شخصيات الرواية البطلة التي كانت حائرة والتي وجدت صعوبة بالغة في الإجابة على ذلك السؤال وبدأت بالبكاء
"ربما شعورك بأن لديكِ شيئاً تستيقظين من أجله ومن أجل رؤيته والنظر إلى وجهه هو الذي تحبينه.
ربما لأن حياتك فارغة ليس بها ما تملاين فراغك به، فانتِ تجدين الراحة والسعادة بملء فراغك بالتفكير به وإقناع عقلك بأنه حبك الاول والأخير ولكنه في الواقع ليس كذلك"
فكرت في تلك الكلمات وتساءلت هل يمكن أن يكون هذا ما أشعر به تجاه هاري؟ ربما أنا لا أحبه وفقط أشعر أنني أريد أن أحبه كي أملأ فراغي.
قاطع تفكيري صوت هاتفي معلنًا وصول رسالة، عندما نقرت على الهاتف لأرى الرسالة كانت من تشارلي "مشغولة؟"
لأرد عليه " فقط أقرأ رواية، لماذا؟"
أرسلت الرسالة وتركت الهاتف وتمددت على السرير
ليرد بعد دقائق "لا أعلم ولكن وددت الاطمئنان عليكِ ربما"شعرت بوخز في قلبي ولكنه كان شعور جيد، لا أعلم لِمَ يريد الاطمئنان عليّ؟ فتلك أول مرة أشعر باهتمام أحدهم
"هو فقط يريد الاطمئنان عليكِ كصديق ليس أكثر فلا تبالغي" قالت نفسي الداخلية، حسنًا هي محقة لا يجب عليّ التعلق بالناس لمجرد لطفهم معي، تبًا لدي فراغ عاطفي" أنا بخير، ماذا عنك؟" رددت عليه
"في الحقيقة أنا بأفضل حال، لكن أود إعلامك بأنني لم أقبل بتلك المحادثة الصغيرة ولن أتنازل عن حقي في الحصول على موعد آخر معك كي نتحدث أكثر"
"هل قال موعد؟" سألت نفسي ولكن عُدت إلى رشدي مرة أخرى فهو يقصد موعد كأصدقاء ليس أكثر أيتها الحمقاء"بالطبع أي وقت تحدده أنت" قلت مبتسمة
"حسناً، ما رأيك في نزهة غدًا بعد الجامعة؟" سألني لأجد أنها فكرة مختلفة فأنا معتادة على النزهات العائلية وليس مع الأصدقاء، ليس و كأني أملك أصدقاء ولكنها فكرة جيدة."اتفقنا" رددت عليه ليتنهد بسعادة، ولكني حقًا لا أعلم لِمَ هو يريد مقابلتي والتحدث معي ولكن لن اسأله الآن ربما غدًا عندما نلتقي.
أنهيت معه المكالمة لأتمدد على السرير وانا حقًا ليس لدي أي رغبة في الذهاب إلى العمة چانيت، أعني أنا أحبها كثيراً وأحب ابنتها ولكن تلك الزيارة دائماً ما تكون عبئاً ثقيلاً عليّ بسبب تلك النظرات والمضايقات التي أتلقاها منهم سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة مثل جملة "لقد انتظمت مع طبيب تغذية جيد، هل تريدين رقمه؟" أو "يمكنك الاشتراك في النادي الرياضي الذي تذهب له ابنتي كل أسبوع" والكثير من هذه العبارات السخيفة المليئة بالتنمر الخفي وانا فقط اكتفي بالابتسام وقول "لا شكراً" وانا أشعر في أعماقي أنني أريد أن أكسر عظام وجهها.
انتفضت على صوت فتح الباب معلناً دخول كاثرين قائلة "لماذا لم تستعدي بعد؟ إنها السابعة!" صاحت بي لأصيح بها بالمقابل "ما اللعنة؟"
"هيا انهضي سنتاخر" قالت وهي ترتدي القرط الفضي في أذنيها
"صدقاً لا أريد الذهاب معكم" قلت وأنا أتمدد على السرير لتنظر لي باستغراب وتقول بسرعة "ماذا؟ لماذا؟ تعلمين أن أمي لن تسمح بذلك"
"صدقيني لم أعد أستطيع تحمل نظراتها وتعليقاتها السخيفة عليّ وعلى جسدي" قلت بيأس لتجلس أمامي وانا اعتدل في جلستي وقالت "جدياً كاثرين؟ هل تهتمين لكلام تلك العجوز؟ إنها دائماً ما تحب رمي الكلمات السخيفة، ألم تسمعيها وهي تنعتني بالساقطة لأنها رأتني مع چيف قبل أن نتواعد" قالت ضاحكة لأنظر لها بصدمة وأضحك معها، ثم توقفت عن الضحك وقالت بجدية "تعلمين أنك يجب أن تشعري بالثقة تجاه نفسك وجسدك ولا تهتمي لأحاديث الآخرين وتعليقاتهم السخيفة، وأول خطوة كي تحققي تلك الثقة ألا تسمحي لأحد بتقليل ثقتك بنفسك وأن تجعليهم يلزمون حدودهم وإن تطلب الأمر تصرخي في وجوههم جميعاً فقط كي يعلمو أنكِ لستِ بحاجة لآرائهم السخيفة في مظهرك"فكرت في كلامها ووجدت أنها محقة، لماذا أنا دائماً أسمح للجميع بالتعليق على جسدي ومظهري ولا أوقفهم عند حدهم؟ لماذا دائماً أعيش في دور الضحية وأدب أبكي كالطفلة الصغيرة، فمن هم بحق الإله كي يظلو يعلقون على الآخرين ويضعون مقاييس للجمال حسب رغباتهم، هم فقط أناس حاقدون وتافهون لا يهتمون لمشاعر الآخرين
"هيي أين ذهبتِ؟" قالت كاثرين وهي تلوح أمام وجهي لاستفيق من أفكاري
" كنت أفكر في كلامك، أنتِ محقة، أنا فعلاً أحب أن أعيشور الضحية ولكن ليس بعد الان" قلت لها لتبتسم وتعانقني.ابتعدت عني لتقول " إذاً ستأتين معنا لزيارة تلك العجوز؟" قالت ضاحكة لأبادلها الضحك وأومئ ب 'نعم' لتبتسم وتخرج من الغرفة كي أبدل ثيابي بعد أن قالت "حسناً لا تتاخري" .
_______________________
مش مصدقة اني رجعت أكتب تاني بعد كل الفترة دي بس وحشتني الكتابة أوي وانتم كمان وحشتوني
يارب يكون لسة في حد ببقراها ويارب الشابتتر يعجبكم وإن شاء الله هرجع أنتظم وأنزل على طولبحبكوو 💗💗💗💗💗💗
أنت تقرأ
ثَمينَة || HS
Ficção Adolescente"أنا جميلة، أعلم ذلك وأيقنه من صميم قلبي. لا تسمحي لأحد مهما كان أن يُخبرك عكس ذلك، جميعنا مثاليات بطريقتنا الخاصة، جميعنا نستحق الحب والتقدير. مهما كان شكلك، لونك، جسمك، عيوبك فأنتِ تستحقين شخصاً يُحبك لذاتك، أبداً لا تفقدي الثقة بنفسك، أحبي نفسك و...