Chapter 3

859 48 41
                                    

بدأت المحاضرة و كان كل تركيزي في الشرح ولم أعطي لعنة لنظرات زين لي بين الحين والآخر، وكان هاري جالساً أمامي مباشرةً مما يجعلني أشرد في جماله حتى وهو يعطني ظهره يبدو مثالي، قهقهت بخفوت على تفكيري السخيف وأعدت انتباهي للشرح حتى انتهت المحاضرة وجاء موعد الغذاء.

اتجهت للجلوس على طاولة لتناول الغذاء وكالعادة أجلس وحدي، ومن يريد أن يكون برفقة فتاة سمينة مثلي، على الرغم من علمي بأنهم أغبياء إلا أن كلامهم يجرحني بشدة، عندما نعتني زين في الصباح ب'الضخمة' شعرت بنقص كبير في نفسي شعرت بالخزي من نفسي، انا لا أعلم لماذا لا أعيش بحرية كباقي الفتيات اللاتي في سني، انا لا استطيع ارتداء فستان قصير ولا شورت مثلهن، لا استطيع ركوب العجل حتى لا يسخر مني أحد، أخاف أن أمارس ما يفعله باقي الفتيات لمجرد شعوري بأن الجميع سيسخر مني.

لم أشعر بالدمعة التي سألت على وجنتي أثناء تفكيري بمعاناتي تلك فأسرعت ومسحتها وبدأت في تناول الغذاء بهدوء، أنا لن امتنع عن الأكل بسببهم اللعنة عليهم جميعاً فليذهبوا للجحيم.

رأيت هاري جالساً على طاولة تبعد عن خاصتي بمترين تقريباً ومعه أصدقاؤه شردت فيه قليلاً في الطريقة التي يبتسم بها لتظهر غمازاته وفي حركة شفتيه أثناء مضغه للطعام ولعقه لها عندما يبدأ في التحدث، في عينيه اللاتي أغرق فيهما لمجرد النظر إليها، اللعنة على جماله.

بقيت شاردة به لفترة وفجأة وجدته ينظر لي، لقد لاحظ تحديقي به يا إلهي.
أنزلت وجهي للطاولة في الحال و تظاهرت بأنني لا أراه وأنا أشعر ينظراته تحرقني بالتأكيد سيسخر مني ويظن أنني معجبة به بالرغم من أنني واقعة ولكنه لا يجب أن يعلم بهذا.

رفعت نظري لأراه أبعد نظره عني ويتحدث مع تلك الفتاة الشقراء التي رأيتها معه صباحاً لكنه نظر لي مجدداً وابتسم و شاور لي فابتسمت بتوتر وشاورت له في المقابل.
لا أصدق أنه ابتسم لي، أكاد أموت من الفرحة الآن.
أعلم أنها مجرد ابتسامة يلقيها لجميع من يراه لكن هي بالنسبة لي أجمل ما يمكن رؤيته انها تبعث في الحياة مرة أخرى وتجعلني أذوب آلاف المرات لمجرد النظر إليها.

بعد انتهاء فترة الغذاء اتجهنا للمحاضرة الأخيرة التي ستنتهي في تمام الواحدة ظهراً.

جلست في مكاني الذي جلست به صباحاً لتوقف قلبي عند رؤيته قادماً ليجلس بجانبي، حسناً اهدأي ماتيلدا واستعدي لأي سخرية ستتلقينها منه بالطبع هو لم يجلس بجانبي حباً في.

"مرحباً "قالها لي بصوته القريب مني بطريقة تجعلني أريد أن أموت في التو لسماعه انه فقط رائع.
"مرحباً " رددت بابتسامة متكلفة ونظرت للأمام وحاولت تجاهل انه لا تفصل بيننا إلا بعض الإنشات وتكاد أجسامنا أن تتلاصق.

دخل الأستاذ وقام بإلقاء المحاضرة وكل تركيزي معه وأحاول تجاهل حمحمة هاري بجانبي بين الحين والآخر و لعبه بالقلم في يديه وهزه لرجله بطريقة مستمرة مما يجعلني أتوتر فتلك الحركة توترني بطريقة لا تحتمل.

ثَمينَة || HSحيث تعيش القصص. اكتشف الآن