الجُزء الحاديّ عشّر

1.9K 104 436
                                    

يقفُ ذلِك المُرشِدِ بصمتٍ ويسندُ ظهرهُ على حائِط المَشفى، بينمَا يتآكلُ قلبهُ من الداخلِ لمّا حصلِ لفتاهِ، فلازَالِ صوتِ الإرتطامِ وصُراخهِ حينمَا ركضِ الى فتاهِ المُستلقيّ، يترددُ في رأسهِ كالريحِ العاصِفه، والآلمُ والشعُورِ بالذنبِ لا يُفارقاهِ

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.



يقفُ ذلِك المُرشِدِ بصمتٍ ويسندُ ظهرهُ على حائِط المَشفى، بينمَا يتآكلُ قلبهُ من الداخلِ لمّا حصلِ لفتاهِ، فلازَالِ صوتِ الإرتطامِ وصُراخهِ حينمَا ركضِ الى فتاهِ المُستلقيّ، يترددُ في رأسهِ كالريحِ العاصِفه، والآلمُ والشعُورِ بالذنبِ لا يُفارقاهِ..

كَانِ ينتظرِ اللحظةِ المُناسِبه ليُريهِ تِلك الصورهِ ليسَ ان يجدهِا فيُصدمّ هكذّا، والآنِ حبيبهُ مُستلقيٌ على فراشِ المُستشفى بسببِه، يشتُم نفسهُ من الداخلِ ليمسحَ شعرهُ الى الخلفِ في همٍ آليِم [لتكُنِ بخيِر فـ اكُونِ بخيرٍ ايضًا] همسّ بِها مُغمضَ العينيِن..

[اينَ هُو ابنيّ؟ جيميِن؟!] اتتِ والدةُ جيِمين مُسرعةً لتقفِ امّام ذلِك المُرشِد ولكِنهُ التفتِ الى غُرفةِ العملياتِ بصمَتِ [مَا الذِي حدثِ اليهِ؟] تساءَل والدهُ ليُمسكِ تِلك الامُ من انهيارهِا [لقَد.. تعرضِ الى حادثِ..] اخبرهُم تايهيُونقِ ليُنزِل رأسهُ بآسَى، فلازَالِ يجُولِ في رأسهِ ذلِك المشهدُ المُؤلِم..

جلستِ الوالدِه بحُزنهاِ امامهُ وبقيّ هُو على حالهِ ينتظرِ خبرًا يُريحِ ضجيجَ قلبهِ، كُل شيءٍ حدثَ بشكلٍ مُفاجئِ، كانِ عليهِ ان يكُون اكثرَ حذرًا، والآنِ كيفَ لهُ ان يُنقذِ حبيبهُ الذِي يُحاربِ في الداخِل، كيفَ سيحميهِ من خوفِ ذاتهِ..


"استيقظتُ من ظلامٍ قاتمٍ الى نُورٍ مُبهِر، اسيرُ دونَ ان اشعُرِ بقدمَايّ، كمَ لو اننِي اسيرُ على الغيُومِ، لا استطيعُ ان اعيّ بأيِ كونٍ انَا الآنِ مُتواجدٌ بِه؟
انتظُروا.. والديّ بجانبيِ !

سألتهُ الى اينَ نذهبِ لكِنهُ لمِ ينطقِ بشيءِ، كَانِ صامتًا وهُو يسيِر، ما الذِي يحدثُ الآنِ؟

رُميِت بجسدِي داخلِ مكانٍ مَا، لا اراهُ بوضُوحِ، والديِ يسيرُ مُبتعدًا لا ارّى منهُ سِوى ظهرهِ، اننيّ اناديهِ بعِلُو صوتيّ لكِنهِ لا يلتفتُ اليّ، اراهُ يختفِي من مرأى عينيّ حتَى تلاشَى بأكملهِ، اننِي اجُنِ، فلا ادركُ ماذا يجريّ حَوليّ حتَى قامُ برفعيّ احدهُمِ !

[اهلًا بِك داخِل مُعسكرِ مُعالجةِ المثلييّنِ !]

مَاذا !
ما الذِي يتفوهُ بهِ هذا الشيخُ الكبيِر؟ مُعسكرِ مَاذا؟ هَل نحنُ في الخمسينيّاتِ امَ كيِف؟..
اشعرُ بالدوارِ.. عالميّ يتدهَورُ امامِي، لا ارىَ بوضُوح، ساعدنيّ ايُها الربٍ !

مُتحف لنّدن |  Museum Of London ᵛᵐحيث تعيش القصص. اكتشف الآن