Part VII

99 8 17
                                    


-هل رأيتِ ميني؟ البشر كائناتٌ وضيعة، على الرغم من كل ما قدمته لها الا انها لم تتردد ثانيةً بضغط الزناد.

قال هذا بينما يجلس بجوار التي تضم ركبتيها من الفزع وقد تلطخ ثيابها ووجهها بالدماء، وقد كانت تنظر مباشرةً لجثة الفتاة الاخرى بينما يحملها الرجال ويغادرون بها.

-لو لم تكن موجوداً لحملني الرجال عوضاً عنها
-كلا، لقد منحتها مسدساً فارغ الباغة بالفعل، لم اكن لاخاطر ببضاعةٍ ذات مستوىً عالٍ مثلك
-أين اخطأت سيد ثمانية؟

نظر في وجهها وقد لاحظ عينيها الباهتتين لاول مرةٍ منذ ان جلس، اخذ نفساً عميقاً وقربها نحو صدره، وهناك شعر بارتحاف جسدها الرقيق.

لا يدرك ابداً انه وفي تلك اللحظة قد غمره التعاطف مع هذه الصغيرة، لكن الامر الذي كان يدركه هو ان التخدر الذي اصاب قلبه بعد ان وضعت رأسها على صدره.

-لم افهم سؤالك صغيرتي
-لن يتركني الاشخاص الا اذا اخطأت، وانت رأيت كل شيء، لذا قل لي اين اخطأت سيد ثمانية
-انت لم تخطئي عزيزتي، هذا العالم هو الخاطئ
-لكن...
-عزيزتي، هيا لنذهب للغرفة انت متعبةٌ وبحاجةٍ لان تنامي

قربها من صدره اكثر عندما شعر ببكائها وحملها بين ذراعيه ذاهباً نحو غرفته وهناك جلس على الاريكة وابقاها على فخذيه، ينظر نحو وجهها الحزين ودموعها التي اختلطت بقطرات الدماء الجافة التي استقرت على وجهها الابيض الصغير.

امسك المنشفة الرطبة التي احضرتها اوليفيا بأمره وراح يمسح برقةٍ على وجهها ويزيل الدم عالق هناك، وبعدها عقم جرح ركبتها ووضع عليه ضمادةً نظيفة.

انحنى كثيراً حتى لاصق قناعه ركبتها المصابة الا سانتي متراً ورفع هناك القناع قليلاً وطبع بشفتيه عدة قبلٍ حول الضمادة وفوقها وبعد ذلك اعاد القناع وورفع جذعه ليقابل وجهها الباكي.

-ما الأمر ميني؟
-لفد كان مخيفاً، لا استطيع اخراجه من رأسي ابداً
-هل هو كذلك؟ هل تريدين المساعدة في ذلك

راح يمسد شعرها برقةٍ علها تهدأ لكنها لم تفعل وكانت تهلع كلئما تذكرت المظهر المفزع الذي ربما تراه لأول مرةٍ في حياتها ذات العمر القصير.

-انتظريني سوف احضر شيئاً من شأنه ان يساعدك في هذا
-كلا لا تذهب لا تتركني وحيدةً سيد ثمانية انا خائفة
-لن اتأخر صغيرتي
-ارجوك سيد ثمانية لا تتركني ماذا لو اتى شخصٌ آخر وانت غير موجود من سيحميني
-انا لا احميكِ كل مافي الامر انك بضاعةٌ باهضة الثمن للغاية
-هل ستبيعني؟ لكنك قلت انني دميتك
-قلت هذا لانك اردت ان تكوني كذلك عوضاً عن ران انسيتِ؟
-ومع ذلك لا تتركني وحيدة
-لاتكوني عنيدةً ميني

نهض من مكانه وتحرك عدة خطواتٍ قبل ان تتمسك بقدمه بأربعتها، اخذ نفساً عميقاً وقد بدأ صبره ينفذ بالفعل

-اتركيني اذهب ولن يحدث لك شيء
-اخبرتك انني خائفة، لا تكن لئيماً معي
-هل تدركين موقفك حتى؟

دفعها بقدمه حتى سقطت وغادر مسرعاً دون ان يلتفت نحواها ابداً واستمر نزولاً نحو احد المستودعات وهناك توقف عند الباب والتفت للركن القريب من الدرج وزفر بقلة حيلةٍ ثم قال:

-الم اخبرك ان تلزمي الغرفة ريثما اعود؟
-وانا أخبرتك انني خائفة
-تعالي الى هنا

اشار لها ودخل المستودع وكام يبحث فيه عن شيءٍ ما بدقةٍ بين الارفف بينما تلتصق به كانها ظله حتى توقف فجأةً فاصطدم بها وسقطت ارضاً.

-عمرك اثنتي عشرة سنة صحيح؟
-اجل
-هذا مناسب
-ما هو؟
-دواءٌ يا صغيرتي، هيا لنخرج

هذه المرة وهو خارجٌ امسك كفها الصغيرة وراح يصعد بينما تمشي بجواره وعنجما التفت نحوها كانت تبتسم بكل مرح.

لم يتمكن من كبح ضحكته هذه المرة فظهرت وعندما سمعتها التفتت له وقالت باستغراب

-لماذا تضحك؟ هل حدث شيء؟
-انه فقط شعورٌ غريب
-ما هو؟
-سيدي لقد وصلت الغربان

نظر للواقفة بجانبه وقد شعر انه شيءٌ لا يجب ان تراه ومع ذلك لم يتمكن من الهرب.

-انها بضاعةٌ ممتازة
-انهم مجرد اطفال!!

The Number Eight IIX حيث تعيش القصص. اكتشف الآن