Part XXIII

64 10 6
                                    

تجمد الدم في العروق ، وتوقف الوقت يسرق الأنفاس من أصحابها وأصبحت ذرات الهواء أثقل من أن تدخل في الجوف ، همس بينما عيناه مشرعتان بعد أن بصقت من أمامه الدم ولطخت وجهه الأسمر ( مين سونغ ... أخيراً )


الى ان ثوان الصمت هذه لم تمر على خيرٍ أبداً ، اذ ان الصغيرة صرخت بملئ جوفها بعد أن تهاوى الجسد الذي أمامها أرضاً أما مينغهاو فتقدم نحوها وحمل جثمان جون وادخلهما السيارة وانطلق مسرعاً وهو يدرك ان القناص ذاك ذاهبٌ بسرعةٍ اتجاه الرقم واحد ليخبره بكل شيء .


كان يسترق النظر طوال الطريق لجسدها الغارق بالدماء ، لارتعاشها الخائف ، لشهقاتها المؤلمة والتي كانت تمر على قلبه كسكينٍ تحزه ثم تقطعه وتنتركه ينزف الى ان يتمنى لو انه فقط مات قبل أن يولد حتى .


اما اوليفيا فكانت تنتظر في شقةٍ بعيدةٍ تجلس وحدها وقد تصلبت كل خليةٍ في جسدها واستنفرت عندما سمعت صوت طرقٍ ثقيلٍ على الباب وتقدمت برعبٍ عندما لم تتوقف الطرقات وأخيراً فتحت الباب بقلقٍ ولكنها ارتاحت مؤقتاً عندما أدركت هوية من يقف على الباب لكن الفزع تسلل الى نفسها عندما لم تلمح الجسد الثالث معهما ووجدت ملابسهما واجسادهما غارقةً بالدماء


-أين....

-لنغادر الى القصر اوليفيا ... انه ينتظرنا هناك


غادر ثلاثتهم الشقة وانطلقوا نحو قصر مينغهاو حيث استقبلهم تابوتٌ زجاجيٌ يحوي جون الراقد بداخله فوق الزهور البيضاء التي تحيطه من كل جانبٍ أيضاً تقدمت ببطءٍ نحوه قبل أن تنهار على الأرض بجواره وتنهار معها دموع مينغهاو اتي كان يحاول كبحها منذ ان شاهده ملقىً في حجر مين سونغ ذاك الوقت .


وبعد جنازةٍ لم يحضرها سوى أوليفيا ومينغهاو ومين سونغ تم دفنه في حديقة قصر مينغهاو أسفل شجرة اللوز التي كانا يتقابلان تحتها غالباً وبقيت هناك طوال تلك الليلة المظلمة .


أما في الأعلى فقد كان يحضر جرعةً من المخدر فمين سونغ فقدت عقلها تماماً ، وهاهي تستمر بالصراخ والبكاء والقول انها قاتلة وبالكاد تمكن من دس المخدر في وريدها الرقيق .


-كان... كان يجب ان أموت .. لم يكن على الهرب من والدي ...

-كلا لم يكن يجب أن يحصل ذلك

-لو ... لو حدث ذلك ..

-هل هناك أي مكانٍ ترغبين بالذهاب اليه معي ؟

-الكثير ....ربما البحر ومراقبة النجوم هناك ....أو ربما كوخٌ جبليٌ نشرب هناك مشروباً دافئاَ او حتى....

-أو حتى ؟

-مدينة الملاهي .....سيكون ذلك جميلاً للغاية ....رؤيتك وانت تضحك ...ستكون أجمل..... ما... حصل... معي

قالت كلماتها الأخيرة وسقطت في بئر اللاوعي ووقتها عاود مينغهاو البكاء مجدداً


صباحاً فتحت عينيها وشعرت بثقلٍ يستقر أسفل صدرها مباشرةً ، مدت يدها بذعرٍ تتحسسه وقل فزعها قليلاً عندما أدركت أنه رأسٌ فقط .


وضع كفه فوق كفها المستقرة على رأسه فجفلت قليلاً قبل أن تسمعه ينادي باسمها ورأته يرفع جسده لتقابله وجهاً لوجه فتبتسم بلطفٍ قبل ان تنهض خلفه وتستقر مقابله على الفراش


-تجهزي سنذهب بنزهة

-نزهة ؟

-أجل سأحضر لك الملابس وانت استحمي ريثما آتي


وبالفعل تجهزت ونزلت خلفه الى قاعة الاستقبال حيث دخلت أمامهم أوليفيا وقد أتمت جميع معاملاتها رفع عينيه ونظر عميقاً بعينيها وطلب بعدها من مين سونغ الخروج وانتظاره خارجاً


-لا تأخذي مخدراً اوليفيا لا تفعلي ذلك

-لا تقلق مينغهاو .. أدرك تماماً أنه شيءٌ لا يجب أن أنساه

-أنا آسفٌ لأنني لم أتمكن من حمايته

-انا ادرك تماماً أنك بذلت جهدك في ذلك لذا لست اضع اللوم عليك مينغهاو

-الرقم واحد يسعى خلفي لذا ارجوك ابقي بجوار مين سونغ تعرفين ما اقصد صحيح

-اجل لا عليك


أومأ مبتسماً وغادر خلف مين سونغ وبدءا رحلتهم وموعدهم الأول معاً .



The Number Eight IIX حيث تعيش القصص. اكتشف الآن