Part IX

93 11 16
                                    


-أرأيتِ؟ هذا هو مصيرك ان بقيتي جواري

كانت تحدق بفزعٍ بالجثة العارية الملقاة على السرير بإهمال، وتعيد نظرها نحوه وتحدق بجسده وهو عاري الصدر، وراحت مخيلتها تصور نفسها وهي ملقاةٌ هناك، ولكن اكثر سؤالٍ خطر ببالها في ذاك الوقت

-كيف... ماتت ؟
-لقد ضاجعتها، مراراً ومراراً وبكل القوى التي اتيحت لي، وبكل الأدوات القاسية، غالب الأمر ان نزيفاً كان يحدث في رحمها وماتت بينما تعاني من تحتي، وهذا تماماً ما سيحدث، سأضاجعك حتى تبرد جثتك تحتي، سأمتصك، سأمتص حتى نور الحياة الذي يشع بعينيك، سأحصل على روحك واسلبك اياها

-لكن.... انت..

-اذاً ما رأيك؟ هل لا بأس ان انتهى الامر بك ملقاةً مكانها؟

-بماذا اخطأت هذه الفتاة؟

-ماذا؟

-القتل عقاب، هذا ما اخبرتني زوجة ابي به، لو لم تخطئ امي وتطلب الزواج لم تكن ل... لم يكن هو ل....

لم تكمل كلامها لانها بالفعل كانت منهارةً تماماً، كانت ترتجف اثر تدفق الذكريات، الجثة العارية فوق السرير تلك، الرجل وهو يرتدي نصفاً من ملابسه، الساعة قد تعدت بالفعل منتصف الليل.

تتشوش الرؤية لديها بفعل الدموع وتدافق الذكريات، تشاهد نفسها قبل ستة سنواتِ من الآن، طفلةً بشعرٍ منكوشٍ روادها حلمٌ مزعجٌ فراحت تركض نحو والدتها، والدتها التي كانت عاريةً وهي جثةٌ هامدة.

-ماما ،انا خائفة!
-ان اخبرت احداً مارأيته اليوم ستلحقين ماما يا صغيرة

التفتت نحو والدها وسألته بعينيها الدامعتين

-لماذا اين ستذهب ماما؟
-ستبدأ حياةً جديدة، سيكون لها حياةٌ اخرى

وسط معمعة ذكرياتها لم تلاحظ الكف التي حطت على كتفها ولم تلاحظ ان الغرفة خلت اخيراً من الجميع الا منهما سوى عندما حطت قطعة الدانتيل الرقيقة على عينيها

-سيدي انت لم تجبني بماذا اخطأت الفتاة، لا اريد ان...

قوطعت جملتها بقبلةٍ استقرت على شفتيها، بالنسبة لها لم تكن الاولى معه ولكن حفنةً من المشاعر غمرتها في اثناء ذلك، وبالنسبة له لم تكن الفتاة الاولى التي تخاف امامه لكن مشاعرٌ مكتومةٌ فاضت امام عينيها.

عض على شفتيها برفقٍ كأنما كان يستأذن للدخول، وما ان فرجت شفتيها سامحةً للسانه العذب بالدخول، وبرفقٍ لم يعتد التصرف به راح يتذوق عسل فمها الصافي.

أنت بهمسٍ عندما شعرت بأن قبلاته صارت تصبح اعنف، بينما هو سحب نفسه بصعوبةٍ بينما الآخر كان يئن بخفوت.

-هل انت بخيرٍ الآن؟ ام علي ان اعطيك الدواء؟
-ان بقيت بجانبي..
-حتى بعد ان رأيت ذلك؟
-لقد كانت تلمسك
-ماذا؟
-لقد رأيتها كانت تلمسك بطريقةٍ سيئة
-لقد كانت تعرف وحدها ما عليها فعله
-قال لي الاستاذ ان هذا جيد للرجال
-ماذا؟
-عندما كنت صغيرة، كان يأخذني الى المستودع وكان يطلب مني فعل شيءٍ مشابه لما كانت تفعله لي يان ولكن بدون الملابس!

حملها بينما كانت تتحدث وترتجف، همس في ذاته (هي ايضاً مرت بهذا الماضي القذر مينغهاو، مينغهاو؟ كيف سيبدو اسمي عندما تنطقه شفتيها الورديتين؟)

انزلها على الاريكة وفك عصابة عينيها وراح يتأمل حركاتها اللطيفة بسبب الضوء القوي الذي ضايق عينيها الصغيرتين.

-لماذا لم تقولي لوالديك؟
-خفت ان يقوم ابي بقتلي كما فعل مع امي! وأيضاً قال المعلم انه سيضربني بالعصاة الخشبية ان قلت لأحد، حتى انه ضربني ذات مرةٍ لانني اخبرته انني سأقول لعائلتي
-هل كان يضربك؟
-لقد خلع عني تنورتي، ضربني بكفيه على مؤخرتي وبعدها بالعصاة الخشبية
-هل كان مؤلماً؟
-لقد كان هناك بضع قطراتٍ من الدم، ماكنت لاقول لابي شيئاً ولكنني فكرت انه لو هددته لكان اوقف ماكان يفعله
-ما الذي كان يفعله؟
-لقد كان... كان.....

فقدت كلماتها اثر نومها والذي لم يكن سوى من اثر المخدر الذي دسه في ذراعها بينما كان يقبلها بشغفٍ قبل دقائق، وماكانت لتقول كل ذلك عن ماضيها لولا ذات المخدر ذاك، وماكان ليضع قطعة الدانتيل السوداء تلك فوق عينيها الا لانه لم يرد لها ان ترى الحقنة الممتلئة بالمخدر.

كل هذا جعله يفكر منذ متى كان مراعياً الى هذا الحد؟

لم يكن مهتماً لان يسمع شيئاً عن ضحاياه لكن بدا وكأنها لديها الكثير لتحكيه، والكثير ذاك لامس ماضيه، ماضيه الذي حوله الى العضو رقم ثمانية في هذه الشبكة المنتشرة حول العالم.

The Number Eight IIX حيث تعيش القصص. اكتشف الآن