4- إحتجاز

14.9K 1.3K 289
                                    

إنقضت عطلة نهاية الأسبوع بسرعة كعادتها وها هو ذا يبدأ يوم دراسي آخر، أسبوع جديد من مختلف الأشياء.

كنتُ أضع كتبي في خزانتي الخاصة حين سمعتُ صوت ضحكات قادمة على مقربة مني، إلتفتُّ ناظرة إلى روزي المكتئة على الخزائن بينما يقوم ثيو بمحاصرتها بذراع واحد، كلاهما كانا يتحدثان والإبتسامات تشق طريقها على وجهيهما.

تنهدتُ بثقل وأجبرتُ نفسي على الإبتعاد عن المكان، لأسير متجهة إلى صفّي، لديّ حصة تاريخ وهذا يعني أن ثيو وروزي سيحضران نفس الحصة معي.

فاجأني الصوت الصادر بجانبي لألتفتَ ناظرة إلى روبي.

"أوه أهلا" قالت روبي ضاحكة لأومئ لها بإبتسامة دون أن أتفوه بأية كلمة، تابعت قائلة:"تبدين منزعجة، هل السبب هو ما أظن أنه هو؟"

"دعينا فقط لا نتطرق للموضوع روب. أين هي تامارا؟" سألتُ لتلتفت روبي خلفنا مشيرة إلى تامارا رفقة راين الذي يحيط بعنقها بذراعه بينما يسيران، نظر كلاهما إلينا ليلوحا لنا، بادلتهم بإبتسامة واسعة، قبل ان يدخلا قاعة الفنون.

"هما سعيدان" قالت روبي بينما تطالعهم بإبتسامة لأومئ موافقة لها:"هذا جميل"

__

الحبّ جميل، ماذا لو كنتُ مكان روزي؟ كنتُ أتخيل مختلف المواقف التي سأكون فيها رفقة ثيو، فتاي الوسيم، والنجم الساطع.

لم أستطع أن أشيح ببصري عنه بينما ذقني مستندة إلى ذراعي أتأمل هيئته الوسيمة ونسائم الهواء المنعشة تدلف عبر النافذة المفتوحة لتداعب خصلاتي وتتسرب إلى رقبتي، كان ذلك قبل أن أسمع صوت المدرس الذي هتف بي:"آنسة مورفي! هل ثيو أندريس أهم من الدرس بالنسبة لكِ؟"

يا إلهي! يا للإحراج!

سمعتُ ضحكات الطلاب بينما إلتفتَ ثيو ناحيتي لتتصاعد كلّ الدماء الموجودة في جسمي إلى وجهي، ذلك كان أكثر موقف محرج أتعرض له في حياتي.

"ماذا...كلا سيدي" قلتُ بخفوت محاولة إخراج نفسي من الورطة.

"حقا؟ هل يمكنكِ إعادة آخر نقطة تطرقتُ لها؟" قال بجمود لأبتلع ريقي وألقي نظرة خاطفة على السبورة، لا شيء سوى خريطة ورسومات لم أفهم منها شيئا، أردفتُ:"إنتصار دول الحلفاء على دول المحور؟"

نظر إليّ ببرود ثم نطق:"لا تغادري القاعة بعد إنتهاء الحصة. هيا يا طلاب فلنتابع الدرس، وأنت مورفي، ركزي مع الدرس بدلا من التركيز في الأشخاص"

ضحك مجموعة من الطلاب مرة أخرى لأومئ له وأردف بخفوت:"حاضر"

رنّ جرس إنتهاء الحصّة ليبدأ الطلاب بالخروج عكسي أنا التي إلتزمتُ مكاني وعينُ الأستاذ تراقبني بنظرات نارية.

عيب ومثالية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن