19- موافقة

10.5K 975 93
                                    

وضعتُ مشبك الشعر الذي يحمل شكل الزهرة الزرقاء على شعري وتنهدتُ ببطئ أرسم إبتسامة على شفتاي، ربما عليّ دفع الحزن بعيدا هذه المرة وأن أستعد للدراسة وتمضية أيامي بطريقة مرضية.

سمعتُ الطرق على الباب لألتفت أرى أمي تدلف إلى الداخل، تسير ببطئ وتضع قرصا مع كوب ماء على طاولة مكتبي، حدقت بي لبرهة من الزمن قبل أن تردف:"أرى أنكِ تستعدين للذهاب للمدرسة"

"أجل" أجبتُ بهدوء وأعدت النظر إلى قرص الدواء لأسمعها:"سيساعدكِ في تخفيف آلامك، للأسف لن أستطيع إيقالك إلى المدرسة، هل ستكونين بخير مع السير؟" هززتُ رأسي بهدوء، بالأصل كنتُ أود السير، لكن بما أني كذبتُ عليها فعليّ المضي في الكذب:"حسنا لا بأس." أجبتُ بصوت جاء هادئا وتابعت هي:"فقط كوني حذرة ولا تنسي إتخاذ إجراءاتك الوقائية"  أمي كانت متشددة ومهتمة فيما يخص الجانب الأنثوي والأمراض بالنسبة لي، لذلك كانت دوما دائمة التحذير.

"فهمت" قلتُ وأومأت لي بهدوء تأخذ نظرة على ساعة معصمها مردفة:"حسنا، عليّ الذهاب الآن."

"مع السلامة" تركت غرفتي ثم سمعت خطواتها تنزل الدرج قبل أن يغلق الباب، أطللتُ من نافذتي لألمحها تركب سياراتها وتقود مبتعدة. أطلقتُ تنهيدة أعيد بصري نحو القرص لأتجه ببطئ أحمله في يدي، إبتسمت بخفة أتجه نحو الحمام لأرميه فيه قبل أن أضخ المياه، لا بأس.

عدت إلى غرفتي وتأكدت من حقيبتي ووجود كتبي، فآخر ما أريده هو طرد أو إحتجاز، عندما رنّ هاتفي فجأة يوقظني من شرودي، وجدت نفسي أتجه بسرعة ناحيته، أفتحه لأقرأ رسالة جايك [أنا بالأسفل] ماذا؟ هو أين؟

بسرعة ركضتُ لأطلّ من النافذة وتوسعت عيناي عندما لمحتُ جايك واقفا بالأسفل، كان يرتدي سترة سوداء ثقيلة وبنطال جينز أسود، حذاء رياضي أبيض كعادته ويحمل حقيبته، بسيطا بطريقة مليئة بالتفاصيل، رفع عيناه في اللحظة التالية عندما إلتقطني أحدق به، أخرج يده من جيبه ولوّح لي بإبتسامة، إبتلعتُ أبتسم بتوتر وألوح له كالبلهاء، لماذا لوحتُ؟ تبا!

رميت حقيبتي فوق كتفي وركضت عبر السلالم أفتح الباب ثم أغلقه خلفي، تقدم جايك مني ملقيا التحية:"صباح الخير أولا، نحن متأخران ثانيا"

"ماذا؟" توسعت عيناي وأخرجتُ هاتفي بسرعة لأجدها الثامنة وخمس دقائق، تبا لي! كيف لم أنتبه؟

"سحقا" قلتُ بإنزعاج وضحك جايك بخفّة يجعلني أرفع بصري ناحيته لأجده يحدق بي يميل رأسه على جانبه مما جعل عنقه يظهر بشكل جميل وجذاب، كان وجهه مملوءا بكدمات شجار الأمس، بعض آثار الضرب والإزرقاق التي طبعت وجودها، على جانب خده، فكه، وتحت عينه، جرح صغير على ذقنه،  إبتلعتُ ولا إراديا وجدت نفسي أتأمل هيئته. "لا تشتمي" قال يوقظني من شرودي ليندفع الدم في وجهي قبل أن أحمحم بتوتر أحاول التخلص من الموقف:"علينا الذهاب بسرعة"

عيب ومثالية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن