28- لقاء العائلة

10K 858 74
                                    

دخلتُ وأغلق جايك الباب ورائي بعد أن دخل هو الآخر، ينير الغرفة؛ إلتفتّ للنظر في أرجاء غرفته، أردفُ مع إبتسامة:"تبدو في حالة جيدة" رميتُ نظرة سريعة عليه في نهاية كلامي، هزّ كتفيه يتجه ليضع حقيبته على الكرسي، وتمتم بينما يعدل من وضع الستار:"أرتبها من حين لآخر" أشار لي لوضع حقيبتي بجانب خاصته، يجعلني أتقدم حيثُ كان يقف، تابع بصوت هادئ "في المناسبات الخاصة" تلونت وجنتاي عند سماعي لكلماته وهززتُ رأسي دون أن أنبس بأية كلمة.

عيناي سقطتا على دفتر الرسم خاصته؛ كان موضوعا فوق المكتب بقرب الكرسي، وبهدوء أدرتُ وجهي بعيدا عنه أحاول قمع ذلك الشعور الذي باغتني فجأة، ويبدو أن جايك لاحظ ذلك، أرى يده توضع على الدفتر، يحدق بي بإبتسامة ونطق بصوت هادئ:"لقد تخلصتُ منها، جميعها" نبرة الذنب في صوته كانت واضحة، يجعلني أهزّ رأسي بتفهم. لا أودّ إحراجه أو إضافة التوتر للموقف. إبتعدتُ خطوتين وأعدت نقل ناظراي في المكان، غرفة جايك. "إذا لماذا نحن هنا؟"

"صحيح" سار للأمام، يقصد باب غرفة الرسم وفتحه بهدوء، أشار لي بالتقدم لأفعل، رائحة الطلاء والألوان هاجمت أنفي بمجرد دخولنا، تملئ المكان وتجعله يعجّ بالحيويّة. عيناي تجولتا تطالعان اللوحات بإعجاب حقيقي، كان هناك العديد من اللوحات الجديدة التي رسمها.

"أرى أنها نالت رضاكِ بالنظر إلى ردة فعلك" نطق جايك بإبتسامة يقف بجانبي عاقدا ذراعيه على صدره يطالع اللوحات الموزعة في أنحاء الغرفة، البعض منها على الأرض والآخر معلق على الجدار. هززتُ رأسي بإيماءة مؤكدة. "بالفعل" أصدر جايك همهمة خفيفة، إجابتي نالت رضاه.

إفترقت شفاهي بمجرّد تذكري لأمر ما، دققتُ عنقي ناحيته أرفع بصري للتحديق به:"الإبتلاع" عينا جايك أصبحت عليّ، يحدق بي بإهتمام. "لوحة الإبتلاع، أين هي؟" أعدتُ بصري للتحديق بين اللوحات، أمسحها جميعا باحثة عن أي أثر لتلك اللوحة. "لا تقل أنك تخلصتَ منها، جايك" نظرتُ إليه مرة أخرى وإبتلع بهدوء لتتحرك تفاحة آدم خاصته؛ مرر يده في خصلاته يرسل لي نظرات عميقة مع إبتسامة على شفتيه، هزّ رأسه نافيا:"لم أتخلص منها" أدار عنقه نحو طاولة صغيرة كانت في الزاوية وأشار بعينيه ناحيتها:"أنا فقط، أخفيتها" حاجباي إنعقدا وسألت بإستنكار:"لماذا قد تخفيها؟" هزّ كتفيه يبلل شفاهه بينما أنظاره ما تزال منصبّة على الطاولة "إنها فقط لا تنتهي" سار متقدما من الطاولة يجعلني أتبعه مباشرة، كانت هناك؛ موضوعة على سطحها وعليها قطعة قماشية سوداء تغطيها بالكامل. تساءلتُ في داخلي، لماذا قد يغطيها جايك؟

"تشعرني بالعجز" إجابة سؤالي جاءت مباشرة بينما يزيح القطعة السوداء عنها، وظهرت اللوحة هناك، تماما مثلما كانت، عمق المحيط ونور القمر المسلط بداخله، الجسد الغارق غير المكتمل وتلك التأثيرات الزرقاء. إبتلعت ببطئ أشعر بقلبي ينقبض عند وقوع نظري عليها، يدي إمتدت للمسها، همستُ دون وعي:"آسرة" إستغرقتُ لحظات أخرى أقوم بتمرير أصابعي على كل بقعة فيها، الألوان والمشهد، جعلت حلقي يجفّ ووخزة نكزت صدري، سرت على طول جسدي. "أحبها" إقترب جايك وحملها معدلا إياها لتصبح مستندة على الجدار، أمامنا مباشرة وقف بجانبي يطالعها بعمق، عقد ذراعيه أمام صدره يتبع تفاصيلها فحسب. "آسرة. لذلك تشعرني بالعجز" رفعت بصري بإتجاهه وتمتمت بصوت هادئ للغاية:"يجب أن تكملها جايك" أطلق تنهيدة يصنع إبتسامة دافئة يصوّب أنظاره ناحيتي "تحبينها لهذه الدرجة؟" سألني ورأسي إهتز مباشرة أومئ له عدة مرات متتالية مثل طفل صغير "إلى أبعد الحدود" ضحكَ بخفة واضعا يده على شعري مبعثرا إياه بطريقة فوضوية يجعلني أتوتر فحسب. وما زلتُ أكره كوني أفعل ذلك!

عيب ومثالية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن