الفصل الثالث
الماضي
"ماذا تقولين يا أمي؟! كيف تجلسين بمنزل هذا الخائن"
قالها أحد أبناءها ليصله الرد من بهجة التي خرجت خلف جدتها:
"أبي ليس خائنا يا خالي, هل تحرّم ما أحلّ الله له؟! ثم إنه ترك لك
العالم بأجمعه فاذكروا محاسن موتاكم"
تهدّج صوتها بالجملة الأخيرة لتضم أخيها إليها بقوة فاقترب منها
خالها الأكبر بعدما جعل شقيقه يصمت:
"ولكن حبيبتي لِمَ تريدين المكوث هنا؟ منزلي مفتوح لكِ ستأتين
معي أنتي وأخيكِ"
"أعتذر خالي ولكني لن أترك منزل أبي, لو لم ترد جدتي المكوث
معنا سنكون بمفردنا فأنا لا أخاف"
قالتها بشموخ ليبتسم خالها بحنو وهو يربت على رأسها بحب
قائلا:"لكِ ما تريدينه يا بهجة"
****
"بهجة! ألازلتِ نائمة ابنتي؟ ألن تذهبي للمدرسة"
قالتها الجدة بقلق لتنهض بهجة وهي تقول:
"لا جدتي صارم مريض لن أستطيع تركه"
"سأكون معه أنا حبيبتي"
قالتها جدتها تحثّها على الذهاب لا تريد لشيء أن يعوق دراستها
لتجيبها بهجة:"لن أستطيع تركه جدتي, لن أركز بشيء وأنا
بعيدة عنه.. لا تقلقي صديقتي ستأتي لي بما يأخذونه"
"حسنا ابنتي كا تريدين"
****
"صارم يا قلب أختك لا تبكي, إن المدرسة لطيفة وستلعب
بالكثير من الألعاب"
قالتها بهجة وهي تضمه بحب لتبتسم حين قال:
"ولكني لن أكون معكِ بهجة, لا أريد الابتعاد عنكِ"
"حبيبي لن يبعدني عنك شيء أبدا ثق بي, حالما ينتهي اليوم
الدراسي ستجدني أمامك"
طمأنته ليستجيب لها وتتركه بالفصل وعيناهما معلقتان ببعضهما.
****
"كيف حالكِ بهجة؟ اشتقت لكِ كثيرا"
قالها خالها بحنو وهو يضمها لتبتسم له بحب وهي تقول:
"بخير خالي, وأنا اشتقت لك أيضا"
بسط يده لصارم وهو يقول:"كيف حالك يا بطل؟"
أنت تقرأ
رواية بائعة البتنجان بقلمي حنين أحمد (ياسمين)
Любовные романыتعرّض للخيانة من خطيبته وكُسِرَ قلبه وكره النساء جميعا إلا أنه لم يستطع إلا أن يقع بحبها بسيطة ورقيقة وضئيلة الحجم إلا أنها سرقت منه أنفاسه وخطفت قلبه بنظرة تُرَى هل سيستطيع أن يتخطّى غضبه من الخيانة ويصرّح بحبها؟ وهل ستوافق وهي التي وهبت نفسها وحيا...