الفصل السادس
"هل هذا معناه أنه لن يأتي الجريدة؟"
سألت نهال لترمقها بهجة بتساؤل قائلة:"من هو؟"
صرّت على أسنانها قائلة:"ثائر يا بهجة"
رفعت كتفها بلامبالاة وداخلها مشاعر غريبة لا تفهمها:
"لا أعلم, أظن ذلك.. لم يعد هناك داعٍ لحضوره"
رمقتها بعدم تصديق:"أنتِ غير مهتمة فعلا بغيابه؟"
صمتت للحظات قبل أن تقول:"ولِمَ أهتم لا أفهم!"
كادت تشد خصلاتها وهي تهتف بها:
"بهجة أنتِ تثيرين جنوني ببرودك هذا"
همّت بالرد ليقاطعها رد عزّت الضاحك:
"أنتِ مجنونة من البداية نهال لا تلصقي جنونكِ ببهجة"
وتورّد الوجنتين مع زم الشفتين ألزمه يإشاحة وجهه بصعوبة قبل أن
يقول:"زفاف شقيقي راجي يوم الجمعة القادم, بعدها تحددين لي
موعدا مع والدكِ حتى ننهي هذا الأمر الذي طال كثيرا"
زوجان من العيون حدّقا به وكأنه مختل عقليا قبل أن تهتف نهال
بغيظ:"وأنا لن أتزوج بكَ يا بغيض"
رفع حاجبه ببرود مصطنع وهو يمسك ضحكته:
"ومن ذكر الزواج"
فغرت فاها بذهول قبل أن يتحول لحنق وهي تسمع ضحكته
العالية الممتزجة بضحكة من بهجة وهي تلومه:
"يا إلهي عزّت ماذا حدث لكَ؟"
غادرت مسرعة وهي تشعر بالحماقة وأنها مدلّهة بحبه كما قالت
بهجة من قبل حتى أوشكت على فقدان كرامتها!
قبضته أمسكت بذراعها حالما وصلت لباب المكتب أدخلها ثم
تركها وكأن لمستها أحرقته ليهتف بغضب:
"إلى أين تظنين نفسكِ ذاهبة؟"
لم ترد عليه ولم تجرؤ بهجة على التدخل هذه المرة فوقفت تراقبهما
بصمت لترى إلى أين سيؤول الأمر..
"هل أكلت القطة لسانك؟"
سألها مرة أخرى لتجيبه بغضب:"لن أسمح لكَ أن تقلل مني أبدا
عزّت, حتى ولو كنت أموت حبا بكَ لن أسمح لك ب..."
"اصمتِ"
هتف بغضب وبهجة تتساءل متى تحوّل الموقف لهذه الدراما!
أنت تقرأ
رواية بائعة البتنجان بقلمي حنين أحمد (ياسمين)
Romansaتعرّض للخيانة من خطيبته وكُسِرَ قلبه وكره النساء جميعا إلا أنه لم يستطع إلا أن يقع بحبها بسيطة ورقيقة وضئيلة الحجم إلا أنها سرقت منه أنفاسه وخطفت قلبه بنظرة تُرَى هل سيستطيع أن يتخطّى غضبه من الخيانة ويصرّح بحبها؟ وهل ستوافق وهي التي وهبت نفسها وحيا...