الفصل الخامس بائعة البتنجان (حنين أحمد)

2K 98 2
                                    


الفصل الخامس

(الماضي القريب)

"لم أعد أستطيع الانتظار أكثر ثائر, أبي يضغط عليّ لأتركك وأنت

لا تحرّك ساكنا.. ماذا أفعل؟"

"ما معنى هذا إيمان؟ ألست خطيبكِ؟ ألا أهمية لوجودي بحياتكِ؟

أنتِ ترين بنفسكِ لأنني أعمل ليل نهار لأوفر طلبات والديك

وأبحث عن شقة مناسبة لدخلي, ماذا أفعل أكثر من هذا؟"

قالها ثائر بغضب لتقول مهادنة:"أعلم حبيبي ولكن ماذا بيدي أن

أفعل؟ كلما حاولت الدفاع عنك ينظر لي بطريقة غريبة حتى

أنه شكَّ أن يكون شيئا قد حدث بيننا لذا أتمسك بكَ بالرغم من

ظروفك الصعبة"

"ظروفي هي ظروف معظم الشباب يا إيمان, ثم إنني أفعل كل ما

بوسعي حتى نتزوج بسرعة"

قالها وهو يزفر بضيق فقالت:"لِمَ لا تبحث عن سفر يا ثائر؟

كل الشباب يسافرون للخارج فالمال هناك أفضل من هنا وبهذا

نتزوج أسرع"

أطرق برأسه للحظات يفكر لو سافر لمن سيترك والدته وشقيقته!

"يفعل الله ما يريد"

قالها بهدوء لا ينم عما يعتمل بداخله من قهر بسبب ظروفه التي

حاول تغييرها كثيرا دون جدوى.

*****

"ستسافر! لِمَ أخي؟ ولمن ستتركنا؟!"

قالتها روميساء بقلق لتقول والدتها متدخلة بالحديث تعلم ما يعانيه

ابنها خاصة مع أهل خطيبته الذين لا يوفرون جهدا بإحباطه:

"وهل نحن صغار يا ابنتي؟ من حق شقيقكِ أن يشق طريقه حتى

يستطيع الزواج ثم إن معنا خالتك وأولادها"

ثم نظرت لعزّت قائلة بحب وحنو:"سافر بني ولا تقلق علينا, وركّز

على مستقبلك فقط عسى الله أن يوفقك ويريح قلبك"

أومأ بصمت وبداخله لا يريد أن يبتعد عنهما ولكن ماذا بيده أن

يفعل؟!

إنه حتى لا يجد ما يجهّز به شقيقته لذا يؤجل الخطبة حتى يستطيع

أن يجهّزها بما يليق بها.

****

"مرحبا بك ثائر"

قالها والد إيمان بجفاء ليتنحنح ثائر بإحراج من جفائه قبل أن

يقول:"مرحبا بك عمي"

رواية بائعة البتنجان بقلمي حنين أحمد (ياسمين)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن