الفصل الثاني
ظلّت واقفة تحدّق بإثره ببلاهة قبل أن تكمل طريقها وهي تحدّث
نفسها:"أنا دمية؟! أنا يحملني بهذه الطريقة كجوال البطاطا؟!
أيها ال...."
صمتت تصر على أسنانها بعنف قبل أن تنفجر ضاحكة وهي
تتخيل شكلها على كتفه والناس حولها تنظر لها بريبة مِن هذه التي
تسير بمفردها وتضحك وتعبس دون سبب!
****
"عزيزتي حواء, لا تتنازلي عن حقكِ بالحب.. فلا حب دون حواء
ولا حواء دون حب.. لقد خلقكِ الله لتكوني سكنا ومودة لآدم..
وخلق آدم ليكون حاميا ومؤنسا لكِ.. فكوني كما خلقكِ الله ولا
تتعاملي بما يخالف طبيعتكِ فقط لترضي الناس وكوني على يقين
أنكِ مهما فعلتِ لن ترضي أحدا".
دلفت إلى الجريدة لتقابلها صديقتها نهال الوحيدة التي ترافقها منذ
المدرسة الثانوية وحتى العمل أصبحتا معا..
"اووه مبارك لكِ يا بهجة الروح, المقال أكثر من رائع كالعادة"
ابتسمت كما تفعل كلما نادتها كما كان يناديها والدها ثم
قالت:"بارك الله بكِ حبيبتي, هل الأستاذ عزّت بمكتبه؟"
تغيّرت ملامح نهال لترمقها بهجة بتعاطف فهي تعلم عن عشقها
الخفي لمالك الجريدة
"أجل ولكن لديه صديق له كما أخبرتني مساعدته"
أومأت بهجة ثم قالت بمرح:
"تعالي لأحكي لكِ ما فعلته بصارم اليوم"
****
ما إن خطت داخل المنزل حتى وجدت من يحملها يرفعها عاليا
وهو يهتف من بين أسنانه:
"هل تعلمين لو كررتِ ما فعلتيه بالصباح ماذا سأفعل بكِ
يا بهجة؟"
ضحكت عاليا وهي تقول:"يبدو أنه يوم الحمل العالمي, ما بال
الناس جميعهم يحملوني وكأني لا أزن شيئا"
"بِمَ تهذين أنتِ؟"
سألها صارم لتقول:"لاشيء صارمي, ثم ماذا فعلت لك؟ِ
كل هذا من أجل قبلة! هل غضبت صديقتك؟"
قالتها وهي تراوغه حتى لا يعلم ما حدث معها فهي تعلم حمائيته
تجاهها ولن يأخذ الأمر بمحمل مَرِح كما فعلت هي.
أنت تقرأ
رواية بائعة البتنجان بقلمي حنين أحمد (ياسمين)
عاطفيةتعرّض للخيانة من خطيبته وكُسِرَ قلبه وكره النساء جميعا إلا أنه لم يستطع إلا أن يقع بحبها بسيطة ورقيقة وضئيلة الحجم إلا أنها سرقت منه أنفاسه وخطفت قلبه بنظرة تُرَى هل سيستطيع أن يتخطّى غضبه من الخيانة ويصرّح بحبها؟ وهل ستوافق وهي التي وهبت نفسها وحيا...