الفصل الرابع عشر بائعة البتنجان (حنين أحمد)

1.4K 96 0
                                    


الفصل الرابع عشر

"حبيبي صارم ما بك بني؟ هل أغضبك أحدهم؟"

قالتها والدة ثائر بتساؤل وهي ترى ملامحه المتجهمة ليجيبها

باقتضاب:"لا يوجد شيء خالتي"

رمقته بعدم تصديق ولكنها لن تضغط عليه فهي تعلم أنه كتوم

كثيرا يفكرها أحيانا بثائر ولكنه أكثر هدوءا منه.

"حسنا بني الطعام جاهز و..."

قاطعها:"لا أريد"

"ولكني لم أتناول الطعام لأتناوله معك"

قالتها بحزن مصطنع ليقول بعتب:"لِمَ خالتي؟ ألم أخبرك ألا تنتظريني

لأجل دوائك؟"

هزّت كتفها بطفولية فضحك بخفة وهو يقول:

"حسنا سأغتسل سريعا وسأتناوله معكِ"

أومأت بفرحة والابتسامة ترتسم على محياها واتجهت للمطبخ تجهّز

الغداء.

******

"كيف حالك يا صغيرة اشتقت لكِ كثيرا"

بادرها عمر حالما رآها لتبتسم آية بمرح وهي تركض له تلقي

بنفسها بين ذراعيه قائلة:"اشتقت لكَ كثيرا عمر"

ضمها برفق وهو يربت على رأسها بحنو أخوي ويقول ساخرا:

"اشتقتِ لي ومعكِ العملاق؟ لا أصدق!"

توردت وجنتيها وهي تزجره:"عمر! اسمه صارم"

"عمر, اسمه صارم"

قلّدها ساخرا قبل أن يقول:"وكيف حال صارمكِ يا صغيرة؟

هل أصابه الجنون منكِ أم مازال محتفظا بعقله؟"

زمّت شفتيها وهي تقول:"ولِمَ يصيبه الجنون؟ هل سيجد صديقة

مثلي؟"

"بالطبع لا"

قالها بحماس لترمقه بريبة قبل تزم شفتيها بحنق وهو يضحك عاليا

وهو يقول:"لن يجد من هي بمثل جنونك أبدا أعترف, كان الله

بعونه"

"أخي.."

تذمّرت بدلال, تلك المشاكسة تعلم نقطة ضعفه تجاهها وتستغلها

جيدا..

اقتربت منه وقالت مشاكسة:"هل تعلم أنه منعني من الحديث

معك؟"

رفع حاجبه بدهشة قبل أن يقول:

"ولِمَ هذا العداء ولم نتحدث قبلا؟"

رواية بائعة البتنجان بقلمي حنين أحمد (ياسمين)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن