الفصل الثاني عشر بائعة البتنجان (حنين أحمد)

1.5K 99 2
                                    


الفصل الثاني عشر

"أحبكِ بهجتي.."

كلمتين أعلن بهما عشقه لها وانتمائها له وقد شعرت بكل حرف

منهما يحتوي قلقها وخوفها و...قلبها!

لم تجبه وهو لم ينتظر إجابة, يعلم خجلها لذا أجّل انتزاع اعترافه

منها حتى يكونا بمفردهما وسيجعلها تقولها بكل لغات العشق .

جلسا قليلا قبل أن ينهضا ليرقصا معا.. ما إن أحاطها بذراعيه

حتى شعر أنها تكاد تختفي من الخجل ليبتسم بشقاوة وهو يقربها له

أكثر هامسا:"اهدأي بهجة لن ألتهمك الآن"

استرخت قليلا قبل أن ترفع رأسها بحدة ليضحك عاليا وهو يومئ

على كلامها غير المنطوق

"أجل لن ألتهمك الآن بل عندما نكون بمفردنا ببيتنا"

ارتجفت قليلا وهي تشعر بالارتباك لا الخوف..

شعرت بالدهشة من نفسها لِمَ لا تشعر بالخوف منه؟

لِمَ تشعر بالأمان معه على الرغم أن معرفتهما لا تتجاوز عدة أشهر؟!

لا تعلم ولا تهتم حقا بالأسباب فما يهمها أنها معه وهي على يقين

أنه لن يؤذيها.

*****

"اهدأ صارم, ما بك ستنقض عليهما بأي لحظة"

قالها عزّت بهدوء مخفيا ضحكته وهو يكمل بداخله

(ماذا ستفعل إذا عندما ينفردا بعيدا عنك)

"لِمَ يحيطها هكذا أمام الناس؟"

همّ عزّت بالحديث ليقاطعه صارم مرة أخرى متأففا

"لِمَ يضمها قريبا هكذا؟ إنه لا يطاق أبدا"

ابتسم عزّت بخفة وهو يقدّر شعوره رغم غرابة الموقف إلا أن حب

صارم وحمائيته تجاه بهجة مميزة ومعروفة إلا أنه لابد أن يتفهم أن

ثائر أصبح زوجها وهو أقرب لها من أي إنسان.. ولكن كيف

يجعله يفهم هذا دون أن يجرحه؟!

هذه هي المشكلة.

لم يتحمل رؤيته يضمها فهرع للخارج بتوتر جعله يرتطم بأحدهم

ولكنه لم يلتفت فأيٍ كان من ارتطم به فهو المخطئ ولن يتحمل

أن يعتذر لأحدهم بهذه اللحظة أبدا.

ظلّ في الخارج للحظات يتنفس بعمق محاولا تهدأة النار التي شبّت

بداخله وهو يهمس بداخله..

رواية بائعة البتنجان بقلمي حنين أحمد (ياسمين)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن