الفصل السابع
عقدت حاجبيها بعدم فهم ليضحك بخفة قبل أن يقول بخفوت
عابث:"ستفهمين قريبا بهجة, قريبا جدا"
"وأنا أريد الفهم أيضا أستاذ ثائر"
قالها صارم الذي ظهر من العدم ليصر ثائر على أسنانه بقوة وهو
يفكر تخلّصت من عزت ليأتي هذا الصارم!
أجابه من بين أسنانه:
"إنه شيء خاص بي وببهجة فقط"
"كل شيء يخص بهجة يخصني, أليس كذلك أختي؟"
قالها صارم وهو يقف بينهما بصرامة يوجّه كلامه لبهجة الحائرة
بينهما لا تفهم ماذا يحدث ناظرا لعيني ثائر بتحدي أثار حنق
الأخير ليبادله التحدي وهو يقول:
"ولكن ما بيني وبين بهجة لا يخصّك بكل تأكيد يا صغير"
والكلمة حتّمت عليه رفع قبضته ليوجّه له لكمة تمحو ملامحه!
ولكن يد بهجة التي أمسكت بيده رامقة إياه بحب جعلت يده
تهبط جواره مرة أخرى لتنفرج أساريره وبهجة تقول:
"بالطبع حبيبي, كل ما يخصني يخصّك"
ثم تابعت ما إن رأت ملامح ثائر الحانقة:
"ربما ثائر يقصد شيئا يخص العمل فقط"
أخذ نفسا عميقا قبل أن يستأذن مغادرا قبل أن يلكم هذا الصارم
مغيّرا خارطة وجهه.
****
"ما بكَ صارم؟ لِمَ لا تحب ثائر؟"
سألته بهجة ما إن غادر ثائر حانقا مثيرا الحزن بداخلها ليرمقها
صارم بغموض وهو يقول:"ستعلمين قريبا حبيبتي"
همّت بالحديث ليقترب منها خالها الذي يكره والدها لتشتد
ملامحها مما يلفت نظر صارم ونظر آخر يراقبها حتى بعد ابتعاده
عنهما ..
"كيف حالك يا ابنة إسماعيل؟"
"بخير"
أجابته باقتضاب ليعاود سؤالها متجاهلا صارم الواقف جوارها
كتمثال من الشمع:"ألا زلتِ دون زواج؟ أخبرتكِ أن لعنة خيانة
والدكِ ستلاحقكِ ولم تصدقيني"
قبض يديه يحاول تمالك أعصابه حتى لا يلكم الرجل المسن
لتمسك بهجة بيده وترمقه بحنو ثم تحوّل نظرها لخالها رامقة إياه
أنت تقرأ
رواية بائعة البتنجان بقلمي حنين أحمد (ياسمين)
Romanceتعرّض للخيانة من خطيبته وكُسِرَ قلبه وكره النساء جميعا إلا أنه لم يستطع إلا أن يقع بحبها بسيطة ورقيقة وضئيلة الحجم إلا أنها سرقت منه أنفاسه وخطفت قلبه بنظرة تُرَى هل سيستطيع أن يتخطّى غضبه من الخيانة ويصرّح بحبها؟ وهل ستوافق وهي التي وهبت نفسها وحيا...