الفصل الخامس عشر بائعة البتنجان (حنين أحمد)

1.4K 93 0
                                    


الفصل الخامس عشر

دلف إلى الغرفة بصمت لم يلق عليها نظرة واحدة زمّت شفتيها

بضيق يبدو أنه غاضب منها..

ماذا تفعل؟! كيف تراضيه؟!

أبدل ملابسه واستلقى على الفراش دون كلمة واحدة وأعطاها

ظهره.. رمقته بحزن قبل أن تقرر أن تفعل معه كما تفعل مع صارم

دوما, فالتفت حول الفراش واستلقت بين ذراعيه وهي تقول:

"مهما كنت غاضب مني لا تخرجني من حضنك أبدا فلن أحتمل

أن أغترب عن وطني"

رجفة شملت جسده كله من رد فعلها على غضبه دوما تفاجئه

بردود أفعالها البريئة والعفوية..

ضمّها له بقوة وهو يهمس لها:

"لا أغضب منكِ أبدا بهجتي, فقط أغاار"

مطّ بحروف الكلمة الأخيرة ليبيّن لها مدى غيرته لتبتسم بخفة قبل

أن تقول:"تغار من يوتا؟"

رفع حاجبه لتضحك بشقاوة وهي تقول:

"لا تخبرني أنك تغار من صارم؟ إنه ابني هل ستغار من ابننا؟"

وللمرة الثانية خلال لحظات تشمل الارتجافة جسده مع رجفة قلبه

وهو يتخيل طفل منها, بريء ورقيق ومبهج مثلها.. ذكر أو أنثى

لا يهم , فقط يشبهها بكل شيء وسيكون أكثر الرجال سعادة

بالعالم.

"بِمَ شردت ثائر؟ هل مازلت غاضبا مني؟"

انتبه من تفكيره على جملتها المترددة ليشعر بالحزن من قلقها على

غضبه.. هو لا يريدها أن تحزن أبدا بل يريد حياتهما بهجة مثل

اسمها ولكن رغما عنه شعر بالنار تحرقه حالما وقع عليها بأحضان

أخيها!

زفر بخفوت قبل أن يضمها له أكثر وهو يقول بمشاكسة:

"امم بهجتي تريد أطفال من ثائرها إذا فلنعمل بكل جهد على

الإتيان بهم سريعا"

ضحكت بمرح يتخلله الخجل وهي تقول:

"تفكيرك كله منحرف ثائر"

هتف باستنكار ضاحك:"أنا؟ بل أنتِ من جعلتيني هكذا..

لقد كنت بريئا جدا حتى قابلتكِ"

هتفت باستنكار:"أنا؟! وماذا فعلت لكَ لأجعلك منحرفا هكذا؟"

"جعلتيني أحبكِ بهجتي"

رواية بائعة البتنجان بقلمي حنين أحمد (ياسمين)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن