الفصل الثالث عشر بائعة البتنجان (حنين أحمد)

1.4K 91 1
                                    


الفصل الثالث عشر

"كيف تعرفين ثائر؟"

رمقته بدهشة من حدته الغريبة قبل أن تجيبه ببساطة:

"ثائر هو أبي الثاني"

"ماذا؟"

هتف بدهشة لتضحك بخفة وهي تقول:

"أجل إنه بمثابة أب لي, فبعدما فقدت أبي كان هو خير والد لي"

لحظات من الصمت سادت قبل أن تقول بهدوء لا يناسبها:

"كنت في الخامسة من عمري عندما انتقلنا إلى هنا بعد وفاة أبي,

وعلى الرغم من عمري الصغير إلا أنني افتقدته بقوة خاصة أنه

كان حنونا ويحبني كثيرا.. كنت مدللته القريبة لقلبه لأصدم

باختفائه من حياتي بلحظة وهروب والدتي بي حتى لا تأخذني عائلة

والدي"

"ولِمَ يأخذوكِ من والدتك؟"

سألها بخشونة لتبتسم بحزن أقسم أنه لم يُخلَق لها:

"لأنهم لم يحبوا والدتي قط, شيء كالأفلام القديمة عن الزوجة التي

خطفت الرجل من أهله ورفضه الزواج من قريبته من أجلها..

تلك القصة القديمة قِدَم الزمان"

أكملت بسخرية:"المضحك بالأمر أنهم لم يحبوا كوني فتاة وربما

هذا ما جعلهم يتركوني مع أمي فلو كنت فتى كان الأمر اختلف"

"لا أتخيلك فتى أبدا"

همسها صارم دون وعي لتغمزه بعبث وهي تقول:

"ولا أنا أتخيلك كفتاة على الرغم من ملامحك الجميلة"

"ملامحي جميلة!"

قالها باستنكار فضحكت عاليا وهي تغمزه:"بل وسييم يا عملاق"

"أنتِ فتاة غير مهذبة"

هتف بها بإحراج قبل أن يتركها مغادرا لتبتسم وهي تتابعه بنظرها

هامسة:"وأنت مهذب أكثر من اللازم يا عملاقي"

*****

رفرفات لطيفة على وجنتها جعلتها تفتح تتأفف بانزعاج وهي

تقول:"صارم ابتعد, ما الذي أيقظك باكرا هكذا؟"

"وإذا كنت ثائر هل أقترب؟"

قالها بمكر لتفتح عينيها بغتة وترمقه بدهشة للحظات قبل أن

تبتسم بخجل وهي تقول:"صباح الخير"

"صباح الحب"

همس بها وهو يستلقي جوارها لترمقه بدهشة وهي تقول:

رواية بائعة البتنجان بقلمي حنين أحمد (ياسمين)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن