الفصل السادس عشر
ابتسم على الغضب الذي سطع بعينيها عندما أخبرها ببرود أن
تعود للمنزل ولم يبرر حتى أنه سيقابل أصدقائه بالنادي..
عبس متمتما:"ولِمَ أبرر؟ لقد أخبرتها مرارا أنه عليها الحد من
اندفاعها والحديث معي أمام الجميع بهذه العفوية وكأنني أخيها
فهذا يسيء لسمعتها ولكنها لا تفهم أبدا!"
ابتسم بشر وهو يفكر الحمقاء تتخيل أنها تخدعني وتثير غيرتي
بذلك ال عمر.. لا تعلم أنني علمت قرابته لها منذ أمد بعيد من
ثائر..
أخاها بالرضاعة على الرغم من فارق العمر بينهما كيف هذا؟!
هذا ما هتف به بوجه ثائر المبتسم باستفزاز ليخبره وقتها أن
والدتها قد مرضت وقت ولادتها وأن خالتها هي من أرضعتها
لسنتين كاملتين مع شقيقة عمر لتصبح وقتها آية أختهم جميعا.
زفرة حارقة صدرت من أعماقه وهو يفكر أنه لم يعرف له أُمّا أو
حتى أبا إلا بهجة..
بهجة الطفلة التي تحمّلت الكثير من أجله ربما كان صغيرا جدا
وقتها إلا أنه علم بعد ذلك كم تضحيتها.. طفلة بعمر الثالثة
عشرة تتحمل مسؤلية طفل رضيع ولولا أن جدتها رحمها الله وخالها
والد عزّت سانداها لا يعلم ماذا كان ليحدث لهما!
على الرغم أنها لم تدع أحدا يفعل له شيئا, فحتى التطعيمات كانت
هي من تأخذه إليه بمفردها ولا تخبر أحدا..
أول يوم بالمدرسة كانت معه تطمئنه وتحتويه بحنانها اللامحدود.
ابتسم متذكرا لحظاتهما المميزة معا والتي تصر عليها حتى اليوم
وهو الذي تخيّل أنها قد تنشغل عنه بأسرتها الجديدة ليجدها تحتوي
الجميع بحبها وحنانها والبهجة التي تنشرها على الجميع وتأتي له
بضئيلة صغيرة أصبحت فرحته وصغير جاد يشبهه إلى حد كبير.
"اووه هل هذه ابتسامة؟! صارم يبتسم؟! لا أصدق ماذا حدث
لك أيها ال صارم؟! يبدو أن الضئيلة نجحت أخيرا في مسعاها"
هتف بها لؤي حالما رأى صديقه مبتسما ليزجره صارم بنظره لم تؤثر
به البتة ليغمزه هاتفا:"ماذا هل سنسمع أجراس العرس قريبا"
أنت تقرأ
رواية بائعة البتنجان بقلمي حنين أحمد (ياسمين)
Romanceتعرّض للخيانة من خطيبته وكُسِرَ قلبه وكره النساء جميعا إلا أنه لم يستطع إلا أن يقع بحبها بسيطة ورقيقة وضئيلة الحجم إلا أنها سرقت منه أنفاسه وخطفت قلبه بنظرة تُرَى هل سيستطيع أن يتخطّى غضبه من الخيانة ويصرّح بحبها؟ وهل ستوافق وهي التي وهبت نفسها وحيا...