الفصل الرابع
رنين الهاتف أيقظها من نومها لتفتح عينيها ببطء قبل أن تبتسم
حالما رأت اسم المتصل لتفتح الخط وهي تقول بصوت ناعس:
"اشتقت لكَ"
تنهيدة طويلة كانت الرد قبل أن يصلها الصوت الأجش:
"وأنا مت شوقا روميساء, متى تستيقظي بين أحضاني حبيبتي!"
"راجي.."
همسة موبّخة بدلال جعله يطلق تنهيدة أخرى قبل أن يقول:
"عين وقلب راجي المتيّم بكِ"
"لو سمعكَ ثائر لقتلني"
قالتها ضاحكة ليتذمر قائلا:"وهذا الجلف ألن يتزوج لنتخلص من
سماجته؟ لقد أوشكت على خنقه مما يفعله بي"
"ليته يتزوج راجي, لا أعلم لمتى سيظل بهذا الحال؟ لا يوافق حتى
على فتح أمر الزواج معه وكأنه وحش سيبتلعه"
قالتها روميساء بهم ليزفر راجي قائلا:
"ما مرّ به لم يكن سهلا روميساء, أنتِ تعلمين حجم الصدمة التي
تعرّض لها من قبل.. لابد أن يأخذ وقته حتى يستطيع فتح قلبه من
جديد"
"لقد مرّت سنتين راجي! كم من السنوات يحتاجها بعد؟"
قالتها بحزن وهي توشك على البكاء ليجيبها بحنو:
"حبيبتي لا تبكي, ثائر لا يحتاج لفتح قلبه فعندما يأتي الحب
سيقتحم قلبه دون استئذان صدقيني.. لن يستطيع الوقوف أمام
مشاعره وقتها"
"هل تقول هذا لتهدئني فقط راجي؟"
سألته ببراءة طفولية جعلته يقهقه قائلا:
"لا يا قلب راجي بل لأنها الحقيقة.. لا يستطيع أحد أن يقف أمام
الحب ويقاومه صدقيني مهما حاول, وثائر يحتاج لأنثى تقتحم
حصونه, أنثى فريدة تجعله ينسى كل هراء الخيانة وما إلى ذلك.."
"متى يحدث هذا راجي متى؟!"
قالتها برجاء داعية الله داخلها أن يعود شقيقها للحياة بعدما أغلق
قلبه وحياته منذ سنتين.
****
جالس بالفندق وهو يغلي غضبا..
يستعيد ما حدث وكيف رفضت السفر معه ليشعر أنه على وشك
أنت تقرأ
رواية بائعة البتنجان بقلمي حنين أحمد (ياسمين)
عاطفيةتعرّض للخيانة من خطيبته وكُسِرَ قلبه وكره النساء جميعا إلا أنه لم يستطع إلا أن يقع بحبها بسيطة ورقيقة وضئيلة الحجم إلا أنها سرقت منه أنفاسه وخطفت قلبه بنظرة تُرَى هل سيستطيع أن يتخطّى غضبه من الخيانة ويصرّح بحبها؟ وهل ستوافق وهي التي وهبت نفسها وحيا...