الفصل الأول
بعد عدة سنوات
جالسة أمام الحاسب المحمول تحاول أن تجد ما تكتبه دون جدوى
تساءلت بقلق:"يا إلهي ماذا يحدث لي؟ لقد كانت الأفكار تموج
برأسي منذ قليل فقط وما إن جلست لأدوّنها حتى اختفت
جميعها! لماذا يحدث لي هذا؟! إن موعدي الأسبوعي بالجريدة بعد
يومين فقط فماذا أفعل؟!"
"من أعمالكم سُلِّط عليكم"
قالها صارم بإغاظة لترمقه بغيظ وهي تهتف:
"صارم اتركني الآن حتى لا أقوم بقتلك"
ضحك عاليا وهو يهتف:"قطة تقتل دُبّا!"
عضت على شفتيها بغيظ فكلما هددته بشيء يغيظها بجسدها
الصغير مقارنة بجسده الفارع على الرغم من السنوات الثلاثة عشر التي تفصل بينهما!
ماذا تفعل إذا توقف جسدها عن النمو منذ عدة سنوات لتبدو
بمظهر فتاة بالمرحلة الإعدادية!
ابتسمت بتهكم وهي تفكر:"ولو أن فتيات تلك المرحلة يفوقوني
حجما أحيانا"
عادت لتركز على الحاسب وهي تحاول لملمة شتات أفكارها التي
هربت منها ولحظها موعد مقالتها الأسبوع لم يتبق عليه سوى
يومين.
راقبها تعبس تحاول التركيز ليبتسم بحنو قبل أن ينهض ويعد لها
مشروبها المفضّل من الشوكولاتة الساخنة ثم يعود إليها بهدوء حتى
لا يقاطع تركيزها واضعا الكوب على المنضدة القريبة منها..
شعرت به بجوارها لتشعر بالدهشة وهي تراه أعدّ لها مشروبها
المفضل لترفع بصرها له بحب قبل أن تنهض ملقية بنفسها بين
أحضانه وهي تقول:"لا حرمني الله منكَ صارمي"
اصطنع التأفف وهو يضمها إليه قائلا:
"كفى بهجة, سينقص طولي بضع سنتيمترات من وقفتي المميلة
هذه وسأصبح ضئيلا مثلكِ"
شعر بأنفاسها تتغير نتيجة غيظها قبل أن تضربه بقبضتها الصغيرة
على كتفه بحنق ليضحك عاليا وهو يضمها له بمشاكسة وتستكين
هي بين ذراعيه متوعدة له بداخلها.
****
أغلقت الملف دون أمل في كتابة شيء ثم فتحت بريدها الإلكتروني
أنت تقرأ
رواية بائعة البتنجان بقلمي حنين أحمد (ياسمين)
Romanceتعرّض للخيانة من خطيبته وكُسِرَ قلبه وكره النساء جميعا إلا أنه لم يستطع إلا أن يقع بحبها بسيطة ورقيقة وضئيلة الحجم إلا أنها سرقت منه أنفاسه وخطفت قلبه بنظرة تُرَى هل سيستطيع أن يتخطّى غضبه من الخيانة ويصرّح بحبها؟ وهل ستوافق وهي التي وهبت نفسها وحيا...