٢٣|مَـــقْـــبَـــرَة

4 0 0
                                    

"أعتذر فسأذهب اليوم لمكان قبل ذهابنا لوجهتكِ" تحدث بينما لازالَ يركز على الطريق

"إلى أين؟" رفعتْ حاجبها بتساؤل

"المقبرة" نبس لتبتلع هي ما بجوفها

لتومأ بدون تحدث،هي فاشلة في مثل هذه الأمور

دخل السيارة مرة أخرى بعد إحضاره لبعض الورود
ليكمل طريقه نحو المقبرة

وقف أمام صورة تلك المرأة لتقف الأخرى ورائه

"أمي أنا هنا ،أعتذر لأني إستغرقتُ وقتا طويلا،
تعلمين لقد وعدتكِ أني سأعود عندما أنجح بما كنتُ أُفكر به"
إبتسم بإشراق ينظر لتلكَ الصورة التي تحمل صورته معها
كانت إمرأة شابة في حوالي الثانية و عشرين سنة

"جميل" إبتسمتْ بلطف عندما رَأت صورته و هو صغير

إستدار لها ليشابكَ أنامله بخاصتها مقربا إياها منه
"و قد كانتْ هذه مرافقتي،لقد كنتُ سأتخلى عن الأمر
لكني أردتُ انقاذها، رغم أني أظن أن ذلكَ مستحيل لأنها عنيدة
مثلكِ تماما امي"
تحدث بينما يتلمس أناملها و لازال يبتسم

إحمرتْ الأخرى خجلا،كانها تقابل أمه شخصيا بصفتها،ممكن حبيبته

"م..مرحبا...ك..كان يجبُ أن نلتقي
كوننا نتشابه كما قال يونغي..قد نلتقي قريبا"
تحدثتْ بتلعثم و توتر بنفس الوقت،الأمر غريب بعض الشيء

"لا تأخذيها مني أمي..
أريدها بجانبي دائما،لقد أحببتها
لم أكن أعلم أنه من الممكن لغرباء أن يصبحوا هكذا
لهذا أمي إتركيها لي لوقتٍ أطول،لوقت لا حدود له"
لازال يبتسم ،لكن تلكَ الإبتسامة كانت حزينة جدا

نظرتْ له بهدوء و تلكَ الغصة بقلبها لا تختفي

وضع تلكَ الوردة لينحني و تفعل المثل متجهين للخارج
كانت هناكَ حديقة ذهبَ ليجلب بعضًا من الراميون الساخن

بينما كانت هي تجلس ناظرة لكل من يأتي لتلكَ المقبرة
كانت تظن أنها ستموتُ وحيدةً و لن يأتي احد لمقبرتها،لكنه أصبح موجودا

"شكرا" إبتسمتْ حاملة علبة الراميون من يديه ليجلس بجانبها
ابتسم بهدوء ليأكل بتلذذ بينما ينظر لتلكَ الخُضرة

"كيفَ إلتقيتَ بأُمك؟" تحدثتْ و لم تعطيه نظرها لازالتْ مركزة على جمال المكان

"كنت أعيش بأحياء فقيرة
و في ستة سنوات قد إشترتني من أبي
كانت في ذلكَ الوقت بعمر السابعة عشر
لكنها عوضتنِي عن كل شيء"
وضع الأكل بجانبه ليرفع رأسه للسماء مسترسلا
مبتسما بآخر كلماتها نحوها

إبتسمتْ هي الأخرى بهدوء،قد عانا بحياته ،فُقدان أقرب شخص لكَ
الشخص الذي اَنقذكَ و غيركَ،ذلك صعب على ما تظنه

"كانت عنيدة مثلكِ و لم تريد أن تخضع للعملية
أنتما حقا غبيتين ،كيف لكما أن تحبان تركِ هاه؟"
نقر جبهتها بعبوس يتذمر بطفولية،تغيرت شخصيته حقا

قهقهتْ بخفة على ما فعله
لكنها توقفتْ تنظر له بهدوء..
لقد تغير كثيرًا مما كان عليه من قبل...
إعترف بحبه لها،أصبحَا شبه حبيبان

ذلكَ مخيف حقا بالنسبة لها
لا تعلم ما تفعله،لا تريد تركهُ لكنها لا تريده أن يتعلق بها أكثر

"لنذهب للمغامرة متهورتي" إبتسم بخفة يمسح على شعرها

~مُـــتَـــهَـــوِرَة~[مكتملة]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن