....
تجمدت في مكاني لشدة الدهشة من سؤال والدتي هذا الغير متوقع لساني إنعقد داخل فمي وقلبي اضطرب بشدة
و أول ما جال ببالي هو قبلاتُ خالي¡
تلعثمت في طريقة كلامي وأجبتها بأحرف غير مفهومة
"بعوض أجل إنه البعوض آه يا أمي كم أُعاني
أقتل واحدة لتخرج لي الأُخرى "
عُذري هذا جعلَ أمي تضحك وبشدة وكأنها فرحة برؤيتي أُعاني هنا¡
خَرجتُ من المطبخ وتركتها تُحضر وجبة الغداء
فور دخولي إلى غرفة المعيشة أمسكت بحقيبة اليد خاصتها الملقية فوق الكنبة
وبدأتُ بالبحث عن المفتاح ما إذا كان بداخلها
لكنني فشلت في العثور عليه
إذا لم يكن بحقيبتها فهو بالتأكيد بحوزتها تباً
عدتُ أدراجي إلى المطبخ وركضت نحوها لأُعانقها
بينما هي استغربت من تَصرفي هذا المفاجأ
" آه يا أمي يا روحي أنتِ لو تعرفين كم أشتقتُ إليكِ ولحضنك الدافئ هذا "
خلال نطقي بهذه الكلمات المعسولة سللتُ يداي إلى جيب الخلفي للبنطال خاصتها وبهدوء شديد انتشلتُ ذلك المفتاح الذي سينقذ حياتي
إبتعدتُ عنها وقبلتُ خدها ثم غادرت المطبخ بسرعة وأنا فرحة ولشدة فرحتي صوت ضحكتي انتشر في أرجاء المنزل
وضعتُ المفتاح في حمالة صدري فربما هذا أكثر مكان أمن بالنسبة لي
وعند إنتهاء أمي من الطهي جلستُ بسرعة إلى جانبها
لنتناول المأكولات التي أعدتها والدتي لي فقط
آه كم أنا سعيدة اليوم
طعام ومفتاح هل يوجد أكثر مِن هذا بعد؟
سؤال والدتي الموجه لي أيقظني من أفكاري لأتوقف عن مضغ الطعام ناظرة لها
'كيف تجدين العيش هنا'
" لا بأس به "
آه لو تعلمين إنه كالجحيم تماماً هذا ما كنت أود قوله لكنني فضلت الصمت
' هل تتعلمين الأخلاق من خالكِ والسلوك الحسن فإنه رجل جيد لا أعلم لماذا زوجته تركته؟ '
لا أعلم لماذا بدأت بالقهقه وبالتحديد على أخر جملة قالتها والدتي 'إنه رجل جيد لا أعلم لماذا زوجته تركته'
أما الجملة الأولى فيبدو أن خالي هذا سيعلمني الأخلاق على طريقته الخاصة والأيام ستشهد على ذلك!
'ڤيان ما بكِ لما تضحكين '
"إنه رجل لا مثيل له "
