مستلقياً بداخل بركة حمراء كالدم، مغمضاً عينيه تحيطه هالة ذهبية طفيفة،بدا وجهه شاحباً كجثة ميتة لكن صدره كان يرتفع وينخفض موضحاً أنه لا يزال يتنفس.
اقتربت منه امرأة طويلة ذات قوام ممشوق تجر خلفها ذلك الشعر الأحمر القاني كلون البركة، شعرها كان طويلاً يصل إلى ركبتيها مما يجعله يطفو على سطح الماء حينما دخلت في تلك البركة حتى وصلت المياه لخصرها .
مرتدية ثوباً أبيض خفيفاً وقفت بجانب ذلك الفتى الذي يطفو فوق البركة لتضع يدها على عينه اليمنى حيث كانت هناك ندبة كبيرة بنفسجية اللون.
مررت اصبعها بخفة على طول تلك الندبة التي امتدت من عين الفتى حتى ذقنه لتختفي ببطء و تتلاشى ولم يتبقى منها سوى خط صغير يكاد لا يُرى.وجه تلك المرأة لم يكن واضحاً، لم يظهر منه سوى جسر أنفها النحيل وشفتيها الورديتان، لكن عينيها كانت مختبئة تحت خصلات شعرها الأحمر.
ابعدت يدها ببطء عن وجه الفتى لتهمس: "لم يبقى الكثير، ابقى قوياً حتى تلك اللحظة يا صغيري.."
انحنت لتضع جبينها على جبين الفتى وتهمس بصوت مليئ بالندم: "والدتك هنا، ابقى قوياً أرجوك.."°°°
فتح ليو عينيه على وسعهما ونهض من السرير مفزوعاً لينظر حوله، لكنه وجد نفسه في غرفة نومه المعتادة، لا شيء حوله، لا بركة دماء ولا تلك المرأة، وجسده لم يكن يشعر بالألم.
تنهد بتعب ثم مسح قطرات العرق عن جبينه وأعاد خصلات شعره للخلف ليهمس:" انه نفس الكابوس مجدداً.."
سكت قليلاً وسمع تلك الجملة مجدداً في عقله فهمس : "والدتك هنا... "
عقد حاجبيه ونزل من سريره بهدوء متجهاً لحمامه ليغسل وجهه، بعد أن خرج سمع طرقاً خفيفاً على باب غرفته، خرج من الحمام ليجد شبيهه ذو السبع سنوات واقفاً عند الباب مرتدياً ملابسه مستعداً للخروج قائلاً: " هيا ليو! سنتأخر على المدرسة!"
نظر ليو لهاتفه ليجد الوقت مبكراً جداً فقال باستغراب: " المدرسة لم تفتح أبوابها بعد، لماذا أنت مستعجل؟"
وضع ليون يديه على خصره وقال بثقة: " لدينا مهمة!"
ابتسم ليو على تصرفات ليون وقال بينما يتجه للمطبخ: " أوه! يبدو أنها مهمة صعبة، هل يمكنك إخباري عنها؟"
لحقه ليون بخطواته الصغيرة ليقول: " علينا حماية الدُمية"
استغرب ليو وسأل: " دُمية؟ أي دُمية؟"
أجابه ليون بحماس: " الدُمية مولي! الأولاد في المدرسة يتنمرون عليها، لذا قررنا أنا ولانا وجيمي سنكون حُراسها الشخصيين في المدرسة"
لم يستوعب ليو القصة بعد وقال: " اولاً لماذا لديكم دُمية في المدرسة؟ ثانياً لما يتنمر الأطفال على دُمية؟ ألهذه الدرجة يشعرون بالملل؟، ثم.. إنها مُجرد دُمية، صحيح؟ حتى إن تمزقت يمكنكم إصلا....."
أنت تقرأ
| سليل العنقاء | الجزء الثاني
Misterio / Suspenso" والدتك هنا، ابقى قوياً أرجوك.. " استيقظ ليو من نومه فزِعاً حينما سمع تلك الجملة، غطى عينيه بيديه و حاول تنظيم تنفسه قبل أن يهمس بينه و بين نفسه مكرراً تلك الجملة التي سمعها ولا تزال تتردد في عقله " والدتك هنا.." ..... الجزء الثاني من سليل العنقا...