في نفس ذلك المساء الذي اختفت فيه سكاي في عالم ماجيا، كان نيرو يتمشى بالقصر بهيئة زيوس، يتأكد أن كل شيء في مكانه وأن الجنود لا يتقاعسون عن عملهم، وخصوصاً في ظروف كهذه.
توجه بعدها إلى إحدى الغرف بالقصر، كانت غرفة كبيرة ومظلمة لا ينيرها سوى بعض الشموع ومن الواضح أنها بمنتصف القصر بالضبط لأن لا نوافذ لها.
كانت هناك طاولة في منتصف الغرفة و عليها حجر دائري الشكل، وضع نيرو يده فوق ذلك الحجر فعاد يشع من جديد بعد أن كان باهت اللون وخرجت هالة شفافة من الحجر لتحاوط القصر بالكامل.
همس لنفسه: "حاجز حماية القصر ،تم تفعيله.."
بينما كان يقف نيرو في تلك الغرفة و يرى ظله المنعكس على الجدار أمامه، لحظ شيئاً ركض من خلفه فجأة وحجب الضوء عن الغرفة لجزء من الثانية.
التفت خلفه بسرعة لكنه لم يرى أي شيء، فخرج بهدوء من الغرفة و أغلق الباب خلفه، بدأ يمشي باتجاه الطريق الذي سلكه ذلك الظل الغريب، ولحسن حظه رآه مجدداً.
كان يختفي بين الظلال بطريقة غريبة بسبب نحفه الشديد و الرداء الأسود الذي يرتديه، تبعه نيرو بحذر شديد حتى لا يشعر ذلك الظل به ويهرب.
تبعه حتى وصل إلى غرفة مكتب زيوس، حينها لحظ نيرو أن ذلك الشخص توقف عند باب المكتب وبدا و كأنه يحاول فتحه، مفتاح المكتب مع زيوس من المستحيل أن يدخل إلى هنا، لكن ما صدم نيرو أن ذلك الشخص استطاع فتح الباب بسهولة تامة!!
فتح نيرو فمه بصدمة وقرر الدخول خلفه حتى يمسكه بالجرم المشهود، تسلل نحو الباب و وضع طرف سيفه على حرف الباب حتى لا يُغلق بشكل كامل، و بهدوء أعاد فتح الباب ودخل خلف ذلك الشخص.
كان نيرو يقبض على غمد سيفه بقوة مُستعداً ليستلّ سيفه بأي لحظة، تلفت حوله لكنه لم يجد أثراً لذلك الشخص الغريب، بحث تحت المكتب ولم يجد شيئاً ثم بدأ يبحث خلف رفوف الكتب الكثيرة.
في تلك اللحظات سمع صوت صريرٍ عالٍ تبعه صوت سقوطٍ أعلى منه قادم من خلفه، لم يتمكن من الالتفاف جيداً حتى سقط عليه أحد الأرفف بما فيها من كُتب.
حينها ظهر الشخص الغريب خلف الرف ومن الواضح أنه هو من دفعه، و همس بسخرية: "هه ، ضعيف.."
لحسن حظ نيرو كان قد استخدم سيفه كدعامة بينه وبين الرف فلم يتأذى كثيراً، لكنه لم يستطع الحفاظ على هيئة زيوس وعاد لهيئته الطبيعية.
ببطء سحب نفسه من تحت الرف وخرج ليرى ذلك الشخص جالساً على مكتب زيوس واضعاً ساقيه فوق المكتب، ابتسم لنيرو مُظهراً أنيابه الطويلة: " أهلا بك يا صغير.."
أشهر نيرو سيفه بوجه ذلك الرجل وصاح فيه: "من أنت وكيف دخلت إلى هنا؟ "
تنهد الرجل ثم أنزل ساقيه عن المكتب ونصب قامته ثم أبعد غطاء الرأس عن رأسه ليظهر شعره الأزرق القصير وقال بابتسامة خبيثة: "أنا صديق زيوس، جئت هنا لاستعادة شيء ما وسأخرج على الف..."
أنت تقرأ
| سليل العنقاء | الجزء الثاني
Misterio / Suspenso" والدتك هنا، ابقى قوياً أرجوك.. " استيقظ ليو من نومه فزِعاً حينما سمع تلك الجملة، غطى عينيه بيديه و حاول تنظيم تنفسه قبل أن يهمس بينه و بين نفسه مكرراً تلك الجملة التي سمعها ولا تزال تتردد في عقله " والدتك هنا.." ..... الجزء الثاني من سليل العنقا...