°الفصل الحادي عشر °

59 7 57
                                    

في مساء ذلك اليوم العصيب، كان نيكولاس جالساً عند قبر زوجته ستيفاني، منذ وفاتها وهو في كل ليلة يأتي إلى هنا ويبقى بجانبها لساعات طويلة، و أحياناً حتى الصباح. 

تلك الليلة كانت باردة ،و السماء كانت غائمة، الثلج الأبيض غطى أغلب المقبرة، حتى نيكولاس بنفسه كانت هناك بقايا ثلج على كتفيه وشعره. 

نفض كتفيه بهدوء ثم قال: " أعلم أنك لا تريدين مني قول هذا لكنني زوج فاشل، لو كنت معك تلك الليلة لما حدث كل هذا.." 

تجمعت الدموع بعينيه وهمس: "إن كان بإمكاني استعادتك ليوم واحد فقط، أدفع كل ما أملك فقط لتعودي إليّ ستيفاني، أرجوكي" 

أجهش نيكولاس بالبكاء على قبر زوجته وهو يرتدي خاتم زواجهما الخاص بها في خنصره الأيسر. 

توقف نيكولاس عن البكاء حينما شعر بشخص يقف خلفه، رفع رأسه والتفت ليجد شخصاً طويل القامة يرتدي معطفاً أسود ثقيلاً و قبعة سوداء يخفي شعره تحتها، لم يستطع نيكولاس رؤية شيء من ذلك الرجل سوى وجهه ذو البشرة الشاحبة و عينيه البنفسجيتين. 

مسح نيكولاس دموعه ثم سأل: "عذراً.. من تكون؟ هل تعرف ستيفاني؟" 

بدا على وجه ذلك الرجل علامات الحزن والتأثر وكأنه يعرفها لكنه هزّ رأسه بالنفي ثم قال: "لا أعرفها، لكنني تذكرت شخصاً عزيزاً عليّ توفي أيضاً" 

مسح دموعه التي نزلت رغماً عنه ثم قال: "آسف آسف، لم أقصد التدخل.." 

هزّ نيكولاس رأسه بالنفي ثم قال: "لا بأس، أشعر بك" 

ابتسم ذلك الرجل ثم جلس بجانب نيكولاس وقال: "هل تعلم؟ هنالك شيء سيساعدك على التخطي بسرعة.." 

استغرب نيكولاس لكنه لم يسأل فأكمل الرجل الغريب كلامه: " هناك طريقة تستطيع بها إعادة من تحب" 

ضحك نيكولاس بسخرية: "هل تمزح معي؟ أنا لا أحب هذا النوع من المزاح،توقف أرجوك" 

هزّ الرجل رأسه متفهماً، ومع ذلك قال: "أنا لا أمزح، لقد ساعدني أنا أيضاً حينما خسرت صديقي، يمكنك القول بأنها تجربة روحية .. يمكنك التحدث معها وكأنها أمامك.. لقد جربته بنفسي" 

شعر نيكولاس بالاهتمام نحو هذا الموضوع أكثر فقال: " أين هذا المكان؟ هل تعرف الشخص المسؤول عنه؟" 

تنهد الرجل بيأس ثم قال: " للأسف ليس متواجداً هنا، بدأ هذا المشروع وبسبب أنه لم يتمم أوراقه بشكل صحيح تم إيقاف خدماته، سيخرج بنهاية هذه السنة وهو ينوي إكمال هذا المشروع بطريقة صحيحة " 

سأل نيكولاس: "يخرج؟ هل تم سجنه؟" 

أومأ الرجل بالإيجاب وأكمل: " أجل، لكن كان ذلك فقط بسبب أوراقه الغير مكتملة، مشروعه كان ناجحاً وهناك الكثير من المستفيدين غيري" 

| سليل العنقاء | الجزء الثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن