تلك النظرة الغاضبة التي كان ينظر بها ماكس لماثيو جعلت جسده يقشعر من الخوف، مالذي رآه ماكس بالضبط في ذكرياته؟
نهض ماكس من مكانه و اقترب من ماثيو ليلكمه بقوة ويصرخ عليه: " مالذي فعلته!! كيف تكذب عليّ هكذا!!"
لكمة ماكس لم تكن قوية جداً فنهض ماثيو من الأرض وقال في محاولة منه لتهدئة ماكس: "ماكس اهدأ لنستطيع الحدي...."
قاطعه ماكس بصراخ: " أهدأ؟! لماذا؟ هل تعرف مالذي فعلته؟ لقد سلبت مني الأمنية الوحيدة التي أريدها يا ماثيو!! من سمح لك بأن تقابل أمي وحدك !!"
اتسعت عينا ماثيو حينما استوعب ما يجري وقال: " ما فعلته لم يكن قراري وحدي! طبيبك قال هذا أيضاً لسلامت.."
قاطعه ماكس بصراخ وهو يبكي: "سلامتي؟ صحيح سلامتي النفسية أهذا ما تريد قوله؟؟ ومالذي يجعلك أنت أو الطبيب تعرفون مالأفضل لسلامتي النفسية!! "
عرف ماثيو ان لا فائدة من الحديث مع ماكس وهو في هذا الوضع، لن يستمع له مهما حاول، فأخرج ماثيو هاتفه من جيبه ليتصل على أحد ما ليساعده بتهدئة ماكس وقال له: " لنحاول التفاهم بعقلانية يا ماكس..، اجلس وسنتناق..."
لم يكمل جملته لأن ماكس أمسك بهاتف ماثيو ورماه بعيداً بقوة شديدة حتى تحطم لأشلاء تحت صدمة ماثيو. وأمسك بياقة ماثيو قائلاً: "لا تحاول إبعاد اللوم عن نفسك!! لقد رأيتك وأنت تكذب على أمي!! لماذا أخبرتها أني لا أريد رؤيتها!! من أعطاك الحق لتتحدث معها بلساني أنا!!"
عقد ماثيو حاجبيه وبدأ الغضب يتسلل إليه وأمسك بيدي ماكس ليقول: " لهذا احتاج منك أن تهدأ أولاً لأشرح لك موقفي!! "
صرخ ماكس عليه بغضب ودموعه تنهمر : "تشرح ماذا؟ كل شيء واضح كالشمس بالنسبة إلي!! أنت كذبت علي يا ماثيو!! كل تلك الوعود كانت فارغة وبلا معنى!! ظننت أنه يمكنني الثقة بك لكنني اكتشفت عكس ذلك!! "
لم يستطع ماكس كبح بكاءه اكثر وانهار جاثياً على الأرض أمام توأمه الذي كان يتألم لرؤية ماكس على هذه الحال..
حاول ماثيو تجميع قواه وانحنى لماكس، رفع يده ليضعها على كتفه قائلاً: " ماكس أنا..."
قاطعه ماكس بأن أبعد يد ماثيو بقسوة وصرخ عليه: "لا أريد سماع تبريراتك!! مهما كانت أسبابك هذا لا ينفي أنك كذبت عليّ!! لقد وثقت بك! صدقتك!! لم أضع ببالي أي احتمال أنك قد تكذب علي وتخدعني هكذا!! أنت من خنت هذه الثقة!!"
شعر ماثيو بالسكاكين تُغرز في صدره من كلام ماكس، لكنه لم يستطع الرد، لأنه فعلاً خان الثقة التي بينهما، وتجمعت الدموع بعيني ماثيو حينما سمع توأمه يقول : " لا أريد رؤيتك الآن..."
تلك الكلمة شعر بها ماثيو كسيف حاد قسم قلبه لنصفين، ولكن للأسف لم يكن له أي اختيار آخر إلا أن استمع لكلام ماكس، و خرج من الشقة تاركاً ماكس وحده هناك يبكي بصمت..
أنت تقرأ
| سليل العنقاء | الجزء الثاني
Mistério / Suspense" والدتك هنا، ابقى قوياً أرجوك.. " استيقظ ليو من نومه فزِعاً حينما سمع تلك الجملة، غطى عينيه بيديه و حاول تنظيم تنفسه قبل أن يهمس بينه و بين نفسه مكرراً تلك الجملة التي سمعها ولا تزال تتردد في عقله " والدتك هنا.." ..... الجزء الثاني من سليل العنقا...