1

862 46 1
                                    



3:30 ص

سُرِقَ النَومُ مِن اجفاني كعَادتِهِ ، اتقلَبُ علىَ سَريري دونَ جَدوىَ

تنهيدةٌ ثَقِيلة هَرِبت مِن بينِ شفتايَ قَبلَ أن أنهَضُ مِن سَريري بَعدَ عذابٍ طَويلٍ عليهِ

الظلامُ يُغلِفُ المَدِينةَ بِسَوادِهِ عَدا إناراتِ الشَوارعِ المُضيئة

حُلمٌ أصبحَ يُراوِدُني كَثيراً ... بِـ ضِيقٍ خانِق في صدِري

أحلمُ بِإمرأةٍ شابه تحمِلُ طِفلً في يدِها ، تتوسلُ الأمانَ لِطفلِها
أراها مُحملةً بِهُمومٍ و أحزانٍ وَلا تزالُ صامِدةَ

أحياناً تختَفي حِينَ أقترِبُ منها ، وأحياناً أُخرى تَمدُ الطِفلَ نحوي ، تبتَسِمُ بِإنكِسارٍ فـَ تمتَلئُ عَينيها دُموعً فورَ إحتِضانِ يدايَ لهُ

بِهمسٍ وَصوتِ مهزوزٍ تُخاطِبُني : " إعتنِ بِابني أرجُوك لاتدعهُ يحزنُ أو يبكي ، أِحتفظ بهِ وابقهِ بِأمان ، أخافُ عليهِ مِن خباثةِ البشر ، قلبُهُ نقيٌ بريء ، أِسمهُ يونقي  ... "

أخِرُ كلِمةٍ يكادُ همسُها يُسمع فَحينها تبدأُ بِالتلاشي ، وكأنها تُنبِهُني علىَ شيءٍ مِن خلالِها !

شعرهُ بُنيٌ عَيناهُ عسليهٌ تلمعُ بِخِفةٍ لِتجمُعِ الدُموعٍ فِيها ، بَشرةٌ بيضاءُ شاحبه و ذات ملمسٌ ناعِم و شامه اعلى خده ...

مواصَفاتهِ ..!

تماماً كَخاصتي !!!

أما أِسمُهُ ...
فهوَ .. كَـ أِسمي !!

أحياناً أرغبُ بِالصُراخِ بِــ أُمي ثُمَ احتضِانُها كي لا تتلاشى
وأحياناً أُخرىَ أبقى واقفٌ أمامها دُونَ التفكيرِ بِشيءٍ ..

فَـ أستيقظُ مِن نوميِ دونَ إستِعابِ أيَ شيء ..

مَن هيَ ؟

ومَن هوَ ؟

أِنه ليسَ أنا !

وهيَ ليست أُمي ...؟ ، أليسَ كذَلِك !!؟

سَمِعتُ طرقً خفيف ثُمَ صوتَ والِدي خلفَ البابِ يُنادِيني بِخِفه، فَـ إستَقمتُ مِن سريري فاتِحً البابَ سريعاً

أَبي دوماً ما يلتزمُ الصمتَ وهُدوئهُ حقاً قاتِل ،
قليلُ الكَلامِ معَ الجميع ، أما مَعي فَهو يُكادُ يُعدم
أبتعدتُ مُفسِحاً المجالَ لَهُ لِيدخُلَ إلىَ غُرفتي مُفكراً بِمتىَ كانت اخِرُ زيارةِ لهُ لي ولِغُرفتي ..

With You | YS ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن