14

343 22 3
                                    



نبرة الصوت تلك أخذت ما به من توتر و هدء ما به من ضجيج، تنفس براحة و أخيرا وابتسامة بدأت بالرسم على محياه الجميل

" أبي " وكم كان سماع نداءه من فم فتاه الصغير مريحاً لقلبه التعب، شهور مضت كان صدى صوته يأتيه فقط في أحلامه و ها هو ذا صغيرة يقف أمامه بطوله و عرضه

وما لقلب الاب ان يتمنى أكثر من رؤية صغارة حوله يكبرون سالمين سعداء

اندفع يونقي يحتضن أباه بكل شوق قد ملك اخذ يدفن رأسه في كتفه مستنشقاً عبيره بسعادة لا يمكن وصفها فما كان للأب غير اختضان الصغير فرحاً به

يده تمسح بكل رقة على شعر من كان رافضاً لتركه مخبراً صغيره بأن يتركه رغم عدم رغبة الاب بذالك " بني دعنا نذهب للمنزل، هيا يونقياه "

فصل ذالك العناق كارهاً لاكنه توجب عليه ذالك فجسده متعب و يشعر بتحطمه فما كان له غير الرضي بالابتعاد

أخذ يجر حقائبه خلفه متتبعاً أباه حيث يذهب، عند خروجه من المطار وجد أمامه سيارة أجرى كانت بانتظارهم فتوجها إليها

بدأ السائق بالقيادة إلى حيث منزلهم و ما كان يسود سيارته غير الصمت فيونقي يضع رأسه على النافذة يراقب الشوارع و المباني و الناس هناك

الطريق كان طويلا وقد اخذ منهم قرابة الساعتين الى ان توقف السائق امام حي به العديد من المنازل وامام احد المنازل هو اوقفهم

ابعد الفتى رأسه من على النافذة واخذ ينظر الى المنزل حيث تقف امرأة ورجل أمامه و كان واضح انتظارهم له

أخذ حقيبة ظهره السوداء ثم فتح باب السيارة نازلا منها، والده والذي نزل قبله قد أخرج حقائبه و ذهب للرجل الذي يقف امام المنزل يحدثه بشيء لم يستطع يونقي سماعه

توتره قد عاد عند رؤيته للمرأة بجانب والده تنظر له بعينان تلمع وابتسامة جميله، قرر وأخيراً التقدم بعد ان كان يقف على بعد مسافة منهم فما قد استنتجه انه سيعيش هنا و عليه التأقلم معهم

فوقوفه على مسافة منهم لن يكون جيداً

تقدم حيث أصبح قريباً منهم ليجذب انظار الجميع له و منهم والده الذي أبتسم بسعادة له

" مـ..مرحباً " حاول جعل صوته ثابتاً قدر المستطاع وقد كان ذلك جيداً له حيث لم يكثر تأتأته أمامهم و بأنحناء هو تحدث محترماً كبرهم عنه

تقدمت المرأة و مدت بيدها تمسح على رأسه مبتسمة له بحنان "مرحباً بك يونقي.. مرحباً بك في منزلك انا هي الخاله لينا، لابد وأنك تعب الآن تعال معي ساخذك الى غرفتك " تحدثت ثم أدارت برأسها الى الرجل الواقف خلفها والذي يكون زوجها

With You | YS ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن