27

638 27 6
                                    



- هوسوك -

في نهاية كل يوم و بداية يومٍ جديد، نغلق حينها صفحة الأمس و نجهز ورقة نظيفة لليوم لنملأها أحداث و نحتفظ بها على رف الذكريات

أيامنا مليئة باحداث لو اعدنا حصيها لما انتهينا منها حتى بعد مرور زمن من العد، و ليس كل شيء قد نذكره أثناء ذلك فالنسيان له نصيب من الأمر أيضاً

هل تسائلت يوماً لما طرق الحزن ابوابنا و اقتحم منزلنا الذي يكون حياتنا في الواقع و دون اذن أيضا ً؟!

كثير منا لم يجد الجواب لذلك.. لكني فعلت

ما كانت فعلة الحزن تلك إلآ نداء للسعادة لتزور ذلك المنزل الصغير الخاص بنا، فذلك الاقتحام كان لتتبعه السعادة في محاولة لإفشال خطته بنشر طاقته هناك.. فتاتي السعادة محاربة الحزن و عند وصولها يترك هو لها المكان و يرحل مبتسما

لتبقى هي بقربنا تمحي أثار زيارت الراحل و تضع اثارها و بعدها... يصبح الرحيل أمرا صعب عليها

أمر معقد شرحه و في النهاية لكل منا تفسيرة الذي يستنتجه خلال فترة حياته و يسير عليه
ابعاده عن احضاني لم يكن أمر سهل القيام به منذ ان ملاكي يتشبت بمعطفي و غارق بالنوم بمنظر لطيف يدعوك لترك العالم والنظر اليه، و كيف لي ان لا افعل ذلك؟

و كونه نائم اعلى صدري و اقرب الى كتفي فملامحه الي واضحة و رؤيته ليست صعبة البته، ملمحه جذبني لاتمعن النظر إليه مغرماً بتلك التفاصيل أكثر و أكثر ان أمكن ثم رفعت كفِ و رحت اجول بها بين خصلاته المتمردة على وجهه

شعره طويل لدرجة ان اطرافه تلامس اسفل جفناه و جميلة لدرجة الصراخ طالبة منك اللعب بها و بكل سرور أُلبي لها ذلك

الشمس قد غربت منذ ساعات و ضوء القمر المكتمل شبه مغطى بالسحب فلم ينتشر ضوءه كالعادة ثم شردت بالنظر إلى السماء حتى غفيت لفترة قصيره كانت ذو لذة حلوه في برودة الجو و دفئ قربنا، في احضاننا و تشابك انفاسنا إلا ان ادراكي المفاجا لتاخر الوقت ما افاقني من جديد

و بعكس رغبتي تماماً حاولت ايقاظه لنعود للمنزل لكن ملمحه التعب من أحداث اليوم جعلني اتردد كثيراً

اقتربت إليه و بدأت بتقبيله قبل عشوائية على محياه حتى بدأت اجفانه بالارتفاع لاتوقف حينها و تذهب يدي لتلاعب خصلاته كما أحب

" تأخرنا كثيراً في الخارج، دعنا نعود للمنزل و تنام براحة هناك " همست له بعد أن اطلت التحديق بعسليتاه التي تبادلني و جوابه كان النفي و التشبث بي أكثر

With You | YS ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن