التّأثُّر لابُدَّ مِنه؟

180 30 0
                                    

متابع أنمي يقول: "أنا لا أتأثر بمتابعة الأنمي"

أولاً: التأثّر موجود ولا بدَّ منه

- إن كل أعمالك وأفكارك وكلامك(مخرجاتك) تكون نتيجة المدخلات التي تغذي نفسك بها..

فمثلاً عندما تُدخل عليها محتوى فيه مخالفات عقائدية ومناظر خليعة.. فبالتأكيد ستتأثر ويظهر هذا في أفكارك وتصرفاتك.. فمن المحال أن لا يكون لهذا المُدخَل تأثير! والمخرجات ستكون بنفس قدر الغفلة.. والوقت التي تقضيه في المشاهدة.

- العلم يثبت والواقع يشهد أن صورة واحدة يمكن أن تؤثّر عليك.. فما بالك بمشاهدة حلقة كاملة، صوتاً وصورةً!

نحن انتهينا من قضية التأثر.. قضيتنا هي إلى أي مدى سيصل التأثر!

- لذلك.. لا يصح أن تقول "لا بأس أن أتابع المحرّمات والشركيّات فأنا لا أتأثر"!!

فمنتجي الأنمي يعرضون عقائدهم الباطلة بشكل جذَّاب ومؤثر، فيكون أهون تأثيرها أن نألفها أو لا نبغضها!!


قال فضيلة الشيخ العنزي -حفظه الله-:

"بعض الناس الآن في عافية؛ الله أعطاهم الإسلام بدون تعب.. أعطاهم الطاعة.. ولكن يأبى بعض الناس إلا أن يذهب بقدميه ليلوّث عقيدته وليلطخ إيمانه بمثل هذه الأشياء قصص فيها عقائد باطلة...

يعني كيف أسمح لنفسي أن أتابع أشياء تتصادم مع عقيدتي الصحيحة التي الله عز وجل أعطاني إياها.. ليش أكفر بنعمة الله عز وجل هذه نعمة من نعم الله، والله تعالى قال: {وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكُمۡ لَىِٕن شَكَرۡتُمۡ لَأَزِيدَنَّكُمۡۖ وَلَىِٕن كَفَرۡتُمۡ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيد}"


وفي كتاب "الأنمي وأثره على الجيل العربي":

"ولو طبّقنا فرضية تأثير التعرّض المحض على أثر الأفكار العَقديّة التي تقدّمها نتاجات الأنمي فستبرز لنا مشكلة.

فتكرار صور تعدد الآلهة وإمكانية وصول الإنسان إلى مرتبة الألوهيّة وتكرر صور الشيطان الخيّر والساحر الصالح ومحورية الدنيا...إلخ

كلّ ذلك من شأنه أن يخلق لدى الشابّ المسلم أُلفة نفسيّة مع هذه الأفكار، فينتقل من مبدأ رفضها واستنكارها -لأنها تتعارض مع أساسيات عقيدته- إلى مرتبة الميل لها والتفكير في مبرراتها، وذلك من شأنه أن يضعف لديه تعظيم المفاهيم الأساسية للإسلام ويوهِن إحساسه بأهميّتها."

- وبما أنّ التأثر لابدّ منه فمتابعة هذه الأنميات المحتوية على الشركيات -فضلاً عن المحرمات الأخرى- أمر خطير ويخشى على صاحبه.



ثانيا: بغض النظر عن التأثر

المسألة ليست فقط في "هل أنت تتأثر أو لا"، لنفترض أنك لا تتأثر.. ما موقفك من الأنميات التي تسيء لله سبحانه وتعالى؛ فتجعل بعض خصائصه لمخلوقات وهمية غير حقيقية أو تقدح في عقيدتك، ما موقفك من هذا.. الاستمرار بالمتابعة؟!

فالعبرة -عند التحريم- ليست بالتصديق أو التأثر؛ فشرعاً لا يجوز مشاهدة ما يحتوي على محرّمات..


قال الشيخ العِنزي -حفظه الله-:

"وقضية أن الإنسان يقول أنا ما أتأثر هذه بس متابعة.. هذا إن صَدَقَ فقد خالف القرآن والسنة.. هذا إن صَدَق َفقد خالف أمر الله وأمر النبي  وليس له عذر في ذلك..

وأنا يقيناً أقول ما فيه إنسان يتابع مثل هذه العقائد الفاسدة إلا ويتعلق في قلبه وفي نفسه شيء.. ولا محالة، وربما لا يجد الأثر هذا الآن.. ربما يجد هذا الأثر لاحقاً لأن الشيطان ينفخ في هذا الشيء الذي علق في قلبه حتى يصبح ورم في قلبه.. نسأل الله العافية والسلامة"

لنكف عن الأنميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن