قال تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِم﴾
وقال: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَاب﴾
فمن هذه الآيات ندرك أنه لا يصح أن نقول: "لا! أنا مختلف.. أنا لا أتأثر مثلهم.." فكأننا نعترض ونقول "أنا معصوم من أن أكون مثلهم"!
فالآيات وضّحت أن العبرة تكون حتى من مآل الكفار..
كان ابن القيم -رحمه الله- يقول فيما معناه أنه إذا أردت معرفة حكم شيء أهو حلالٌ أم حرام فانظر إلى عاقبته ومآله"
وعند النظر لمآلهم بصدق.. نستنتج الحكم..
ولكن تذكّر؛ نحن لسنا هنا لنَشْمت.. نحن هنا لأخذ العظة والعبرة.. ويجب ألّا نسخر من أحد.. بل ننظر بعين الغيور على دينه.. ونَحذَر بأن لا نسمح للشيطان أن يوهمنا بعصمتنا!
بعض مآل المسلمين:
من الناحية العقدية وهي الأهم فنجد ترديد عبارات أغلبها تؤدي إلي الكفر مثل "أحب عقائدهم" "هذه المانجا أنزلت من السماء" "ماذا بحق السماء" "جيز" "أحب قصص السحر وقصص الأرواح" "الشياطين مساكين"
وكثير من التائبين.. بيّن كيف أن الأنمي مسَّ عقيدته.. وأغرقه في بحر الشبهات.. ومنهم مَن قال أنه كاد أن يلحد!!
أما من باب الدخول للرذيلة فلعلّه أوسع من التأثير العقدي.. فبماذا نبدأ.. بأن الناس بسبب متابعتهم للأنمي يحصدون ذنوب لا يُعلم مقدارها غير الله بسبب عدم غض البصر، واللبس المحرم الموجود في أغلب الأنمي..
ومن أبواب الرذيلة دعم الأنمي للشذوذ -تحدثنا عنه في فصل خاص- وتأثيره على المتابعين... فلنعتبر!
وأيضاً من مآله كيف أصبح المتابعين مفتونين بالثقافة والعقيدة اليابانية.. فالكثير يقول "اليابان بلاد الأحلام".. "حلمي هو السفر إلي هناك". لمّعوا صورتهم وديانتهم.. أظهروا الجانب المضيء منها.. لكن هل يعلم المشاهدون المفاسد المنتشرة في اليابان!؟ لا يعرفون من ماضيهم إلا الجزء المحزن منه في الحرب العالمية الثانية!!..
الأنمي كثير ما يظهر الرذيلة بصورة الفضيلة.. فالساحر يظهَر كشخص خيّر.. والمتابعين مفتونين، وهذا من أقبح الافتراءات..! فلنعتبر!
يُظهرون الجانب المقبول من عقيدتهم ويُخفون الجانب المظلم..
ومن مآله تعليق كثيرون لصور الأنمي في غرفهم.. والملائكة لا تدخل بيت فيه صورة ذوي أرواح! فلنعتبر!
ومن مآله أن هناك من المتابعين من منعوا أنفسهم من الزواج من أجل الزواج في الجنة من شخصياتهم المفضلة! فلنعتبر!
ومن مآله توجّه المتابعين للإباحية! وقال بعضهم بسبب أنّ في الأنمي العادي ما يحرك الشهوات.. وببطئ وصلوا للإباحية فلنعتبر!
ومن مآله أنه ملأ الكثير بالشبهات في دينهم.. فلنعتبر!
والكثيرون وصلوا لحد الإدمان -وبأرقام قياسية- في عدد الأنميات التي يتابعونها!! وعدد الساعات التي يقضونها لمشاهدة الأنمي.. فلنعتبر! فلسنا معصومين!
وغيرها من الأمور.. خاصة لو اطلعت على منتدياتهم لاستعجبت من درجة افتتانهم.. وحبّهم للأنمي.. وإن كانوا يدَّعون بأنهم لا يؤمنون بهذه الأفكار لكن عندما تقرأ كلامهم عن العقائد والمعتقدات الباطلة.. تتساءل أيفقهون ما يقولون؟!
كل هذا باتَ معروفاً ومشاهداً.. والكثير ممن تاب من الأنمي شَهِدَ على ذلك!
تصوير هذه الشركيات طريق للإيمان بها:
حكى أحد مخرجي الرسوم المتحركة قصته بأنه لم يكن يؤمن بالأرواح قبلاً.. وكان يستعجب من أبيه الهندوسي عندما كان يتعبّد.. لأنه لم يكن يراها أو يتخيلها! ولكن عندما بدأ بصناعة الرسوم الذي أدخل عليها هذه المعتقدات ومن ثم صوّر الآلهة والأرواح الخفية (أي جسّدها في) أخبر أنه أخيراً أصبح يؤمن بها -والعياذ بالله-..
فتصوير هذه الآلهة طريق للإيمان بها.. هذا وهو رجل بالغ وليس طفلا قاصرا.. فماذا برأيك سيكون مدى تأثيره على الصغار؟! لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب!
ومن هذه القصص تدرك حقيقة حديث "فمن وقع في الشبهات وقع في المحرمات.." وأن أغلب الأنمي ليست مجرد "شبهة"
والله المستعان.. هذه حقيقة الفساد الذي نجده بسبب الأنمي..
ألم يكن من المفترض أن نغلق هذا الباب.. من البداية؟
أنت تقرأ
لنكف عن الأنمي
Non-Fictionآن لنا أن نَضَعَ مَشاعِرَنا جانباً.. ونَكُفَّ عن الدفاع عن الأنمي ولعب دور المحامي المُدافع دون علم.. علينا مراجعة ما يُعرَض علينا في الأنمي.. ثمَّ نتعلم قبل الخوض فيه ما حُكمُهُ في شَرعِنا.. الذي بِتَطبِيقه نُطِيعُ الله خالقنا ﷻ.. وبطاعة الله نحصل...