الكثير يدّعي قوة إيمانه ويستعمله حجة لمتابعة المحرّمات والشركيّات، مع أنَّ من يدعي ذلك إن صدق فقوة الإيمان ليست رخصة لمتابعة المحرّمات..
ولا يوجد شخص إيمانه قوي.. فلا يتأثّر بمتابعة المحرمات.. فكلنا معرّضين للفتن..
أنت لست منزّه من التأثّر بالمعاصي! فليس بينك وبين المعاصي حجاب!
ومن يدعي قوة الإيمان والعقيدة بأي سبب... فنقول له: من أقوى الناس إيماناً.. أنت، أم رسولِ الله ﷺ؟ أنت، أم إبراهيم -عليه السلام-؟!
- فأمّا رسول الله ﷺ فكان يقول: (يا مقلّب القلوب ثبت قلبي على دينك).. فاعلم أنَّ رسول الله وهو أقوى الناس إيماناً يدعو الله الثبات.. ويعمل بموجبه.. فلا يُعرّض نفسه للفتن.. فكيف بك أنت؟!
- وأمّا إبراهيم -عليه السلام- الذي كسر الأصنام بيده يقول: ﴿وَٱجۡنُبۡنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعۡبُدَ ٱلۡأَصۡنَامَ﴾ خاف على نفسه من الشرك.. ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم!!
- وأمّا سلفنا الصالح؛ الصحابة ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ كانوا يخافون على أنفسهم من الزيغ أشدَّ الخوف.. ويذكر في القران من دعاء الراسخين في العلم يقولون: ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغ قُلُوبَنَا بَعدَ إِذ هَدَيتَنَا وَهَب لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحمَةً إنَّكَ أَنتَ الوَهَّابُ﴾
وانظر في المقابل.. إلى من تساهل بهذه البرامج وشاهدها.. فَهَلَكَ.. والشواهد كثيرة وحدّث ولا حرج، فلا تتساهل! لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب.
وأين ذاك الإيمان القوي؟!
الذي يدعي قوة الإيمان نقول له:
قوي الإيمان عندما يرى محرمات أو شركيات (اللبس الضيق القصير، إظهار عقائد...) يغلق الأنمي.. لِمَ؟ لأن الله عنده عظيم.. فهو يعظّم حُرماتِ الله..
وحديث: (إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، والْحَرَامَ بَيِّنٌ، وبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ فَقَدِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ، وعِرْضِهِ، ومَنْ وقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وقَعَ فِي الْحَرَامِ،...)
الأنميات -خاصة المشهور منها- حُرمتها واضحة.. وهناك أنميات أخرى أقلُّ ما يقال عنها أنها شبهة.. أو خطواتٍ للشيطان..
فأين "الإيمان القوي" الذي يجعلك تكف عن الأنمي من أجل أن تستبرئ لدينك وعرضك؟!
أين "الإيمان القوي" الذي عندما تعرف أنّ الأنمي مسّ وخدش في عقيدة كثير من إخوتك في الإسلام؛ فمنهم من كاد يُلحد.. ومنهم من ضيّع حياته ومستقبله.. فتحذر منه.. وأين غيرتك لتكره ما أضل كثيراً من الناس؟!
وأين تعظيمك لربك.. فتقول عندما تسمع الشركيات: ﴿وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحۡمَـٰنُ وَلَدا 89 لَّقَدۡ جِئۡتُمۡ شَيۡـًٔا إِدّا 90 تَكَادُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتُ يَتَفَطَّرۡنَ مِنۡهُ وَتَنشَقُّ ٱلۡأَرۡضُ وَتَخِرُّ ٱلۡجِبَالُ هَدًّا . أَن دَعَوۡاْ لِلرَّحۡمَـٰنِ وَلَدا﴾
هذه الآيات في ادّعاء أنّ لله ولد -تعالى الله عن ذلك-.. فماذا عن الكفر به!!
ولا تقل لا لن أتأثّر.. قال تعالى:﴿فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦۤ أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾() والفتنة هنا هي الشر والشرك !
هؤلاء -الذين أدمنوا الأنميات- إنما غرّهم الشيطان بإيمانهم.. فتساهلوا وبعد أمد من التساهل وقعوا في الحرام، وأثّر هذا عليهم.. لذا لا تتساهل مثلهم وتغتر بإيمانك..
ومن ضعف الإيمان أن ترى ما يعرض الأنمي من الشركيات ولا تتحرك ساكناً..
قال الشيخ عبد الرزاق البدر -حفظه الله-:
"من نقص فهم التوحيد ومن نقص تعظيم التوحيد أن يرى الانسان الشرك ولا يستعظمه.. ويرى الكبيرة ما دون الشرك ويستعظمها.. الشرك أوجب استعظامه لأن الشرك أعظم معصية عُصِيَ الله بها.. وأكبر الموبقات"
فانتبه أخي من العَجَب.. واعمل -أعانك الله وثبّتك- أن تجعل أيمانك قوي تجاه الأنمي.. فما أسعدك حينها..
أنت تقرأ
لنكف عن الأنمي
Non-Fictionآن لنا أن نَضَعَ مَشاعِرَنا جانباً.. ونَكُفَّ عن الدفاع عن الأنمي ولعب دور المحامي المُدافع دون علم.. علينا مراجعة ما يُعرَض علينا في الأنمي.. ثمَّ نتعلم قبل الخوض فيه ما حُكمُهُ في شَرعِنا.. الذي بِتَطبِيقه نُطِيعُ الله خالقنا ﷻ.. وبطاعة الله نحصل...