قال رسول الله ﷺ: (إنَّ الحلال بيِّن والحرام بيِّن وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهنَّ كثيرٌ من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام...)
لا أقصد بهذا الحديث الأنميات الشركية والمحتوية على المحرمات، فهي ليست شبهة.. بل هي محرمة ولا خلاف في ذلك..
وإنما أقصد؛ من يريد أن يشاهد أنميات التي بظنّه أنها خالية من المحرمات..
ورسالتي هذه لكل من يريد كلمة تعينه على ترك الحرام وأبوابه:
أولاً: لو افترضنا وجود هذا الأنمي النظيف من الشركيات والمحرمات، فالجواب يكون: لا ينبغي متابعة الأنمي لأنه وسيلة لفتح باب الحرام.. أي خطوات الشيطان.. والله تعالى قال:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ﴾
وقال تعالى: ﴿وَلَا تُلۡقُواْ بِأَيۡدِيكُمۡ إِلَى ٱلتَّهۡلُكَةِ﴾
وقال: ﴿وَلَا تَقۡفُ مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٌۚ إِنَّ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡبَصَرَ وَٱلۡفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَـٰۤىِٕكَ كَانَ عَنۡهُ مَسۡـُٔولا﴾
ثانياً: اتقوا الشبهات!! حرّم بعض من العلماء فتح هذا الباب بالكامل لسبب.. بل لأسباب.. ربما لا نفقهها.. فالأنمي فتنة عظيمة "لا يعلمها كثير من الناس"!! "فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه" "ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام!" الحديث واضح لا غبار عليه! اتقوا هذه البرامج! احفظوا أنفسكم ودينكم الذي هو سر سعادتكم الحقيقية في الدنيا والآخرة..!! لا تعرّضوا النفس لهذه الشبهات.. فمن اتقى الأنمي بالكامل! وسدَّ الذرائع.. فقد استبرأ لدينه وعرضه!!
وتذكّروا.. قول الرسول ﷺ: (خيرُ دينكم الوَرَع)() فخير ما تعمل به لدينك الورع.. والورع: ترك الشيء مخافة كونه محرم!
تذكروا (إنك لا تدع شيئاً اتقاء الله تعالى إلا آتاك الله عزَّ وجلَّ خيراً منه)! وما ظنّكم بالخير من الله؟!
قال الله في حديثٍ قدسي: (أنا عند ظن عبدي بي)
فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾؟! بعد أن تتركوا شيء تحبونه كثيراً لأجلِ مَنْ؟ لأجل الرحمن الرحيم.. الرؤوف اللطيف.. المُعطي الواهب.. له الأسماء الحسنى والصفات العُلى؟!
فما ظنكم بخيرِهِ؟!
رُغم أنّ الله لا يحتاج لأن يعوضنا خيراً.. بأجر في الدنيا أو في الآخرة.. فهو خالقنا ونحن عبيده.. واجبنا أن نعبده ونخضع لحكمه.. لكن من رحمتهِ ولطفه أنه يرزقنا على طاعتنا .. ويبشّرنا بآيات أنه سوف يعيننا عند صدقنا واجتهادنا ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾..
كان بإمكانه أن يأمرنا باتباع السبيل الصحيح وإن اخطأنا؛ نحاسب على خطأنا بدون ظلم.. -خاصة إذا كنا نتابع من يسبُّه بالشركيات والسجود لغيره!- لكنه رغم عملنا.. رغم معصيتنا.. يدلنا دائماً على الحق.. ويريده لنا.. ويفتح لنا باب التوبة ويرغّبنا لها.. ويعدنا عند التوبة الصحيحة أن تُمسح جميع خطايانا.. ولنا الأجر حين نجاهد لتركه.. ومن ثم الأجر والتعويض بعد تركه!
والآيات كثيرة جداً.. لعلي أذكر من كرمه وتفضلِهِ علينا أنه إذا تُبنا توبة نصوحة فيبدّل سيئاتنا حسنات.. فقال الرحمن: ﴿إلَّا مَن تَابَ وءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَـٰـلِحاً فَأُوْلَـٰئِكَ يُبَدِّلُ الله سَيِّئَاتِهِم حَسَنَـٰتٍ وَكَانَ الله غَفُوراً رَّحِيمًا﴾
فأكرر.. فما ظنّكم بالخير من ربِّ العالمين؟
واستشعِر.. كلما قاومت حبّك للأنمي أكثر، كان أجرك وتعويضك أعظم!
فنحن مقبلين على ترك شيء لله.. مقبلين للتقرب من الغفور الرحيم.. الواهب الكريم.. له الأسماء الحسنى..
أخوتي في الله..
أما كفانا معصية! لذلك..
لِنَكُفَّ عَن الأنمي؛ ليس لأنه -فقط- قد يُضيع حياتنا ومستقبلنا.. بل ليكن سببنا الرئيسي لتركه.. هو لله..
ونجيب عندما نُسأل لماذا تركناه بـــ﴿قُلۡ إِنِّيٓ أَخَافُ إِنۡ عَصَيۡتُ رَبِّي عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٖ﴾
ولنتذكر أنَّ ((من ترك شيئاً اتقاء الله عوّضه الله عزَّ وجلَّ خيراً منه))
أنت تقرأ
لنكف عن الأنمي
Non-Fictionآن لنا أن نَضَعَ مَشاعِرَنا جانباً.. ونَكُفَّ عن الدفاع عن الأنمي ولعب دور المحامي المُدافع دون علم.. علينا مراجعة ما يُعرَض علينا في الأنمي.. ثمَّ نتعلم قبل الخوض فيه ما حُكمُهُ في شَرعِنا.. الذي بِتَطبِيقه نُطِيعُ الله خالقنا ﷻ.. وبطاعة الله نحصل...