لنكف عن الأنمي

التَّغَافُل

متابع أنمي يقول: "أنا أتابع للمتعة! ولن أتأثر! لأني واعي بالمحرمات والشركيات.. وطبعاً استنكرها وأبغضها"

لنفترض أنك كذلك.. هاكَ السؤال: كيف تستمتع بأنمي وفيه ما فيه من المحرّمات والعقائد الفاسدة، واستهانة بالرب عز وجل؟!

سأجيب عليك: لأنك تتغافل عن المحرمات الموجودة.. لذلك أنت مستمتع.. فالاستمتاع بأي أنمي يحدث نتيجة "التغافل".

وكيف يكون التغافل؟

عند متابعة الأنمي يكون من الصعب جداً "التنبه للمنكر وإنكاره كما يجب" وفي الوقت ذاته "الاستمتاع بمشاهدته".. وهنا تظهر المعضلة في متابعة الأنمي.. (والتي تعدُّ من أسباب تحريم مشاهدة ما يحتوي على محرمات):

إذ يجب إن أردنا الاستمتاع بأي أنمي أن نتغافل عن المنكرات الموجودة فيه.. وهذه حقيقة لا غبار عليها..

فتخيل معي: شخص بكامل وعيه ومتنبه لكل المحرمات الموجودة في أنمي معين يستنكرها.. ويستقبحها.. ويكرهها.. ويحذر منها.. (رغم أننا نتساءل ما الذي أجبره على الاستمرار؟!)، وهو في نفس الوقت يستمتع ويتحمس عند المتابعة؟!

إن هذا القول لا يقبله العقل أو المنطق.

لا يستوي كره وحب شيء في الوقت ذاته.. فإن أحدهما سيَغلِب!

والمعضلة هي أنك إذا شاهدت أنمي أو أي من هذه المواد.. فإنك تفرض على عقلك التغافل كي تستمتع وتتأثر بالأحداث، وهنا الخطأ..

ومن المفترض أن تعظم الله بتعظيم حدوده والانتهاء عمّا حرمه، فعندما تشاهد المحرمات من خمور، اختلاط محرم.. فالمفترض أن تستقبحها وتتوقف عن مشاهدتها تعظيماً لله.. فهذا لا يرضي الله.. فهذا هو الإنكار الصحيح كما سيأتي.. لكن التغافل يمنع ذلك..

فمن أول وأخطر مظاهر التغافل: الاستهانة بالمنكرات.. التي يجب علينا أن ننكرها ونستقبحها بقوة..

واعلم.. أنك ربما تنكر وتستقبح بعض الأشياء في البداية.. لكن مع التغافل.. ومرور الوقت.. وكثرة المساس.. ودخول الأنمي إلى قلبك.. سيقل هذا الشعور تدريجياً.. شيئاً فشيئاً.. حتى تنسلخ من دينك والعياذ بالله..

فكلما زاد حبك لأنمي معين.. سيضعف إدراكك للمحرمات الذي فيه.. ويذهب استنكارك له تدريجياً..

فالتغافل يجعل النفس تستمر في المتابعة لذا يُعتبر من أهم الأسباب التي تفرض علينا أن نترك الأنمي.. ولعلّها الحكمة من تحريم متابعة القصص تحتوي على محرمات وشركيات.. لأنك ستضطر إلى التغافل لأجل الاستمتاع المؤدي للتأثر..

أمر التغافل خطير جداً، فهو يعميك عن رؤية الحق، ويلقي الشبهات في قلبك بسهولة، ويجعلك بليد الإحساس عند رؤية المنكر، فتصبح معتاد على المنكر لا تستقبحه وتكرهه بالعكس يزيّن لك المحرّمات، وهو خطوة من خطوات الشيطان لارتكاب المنكر..

لكن جاهد نفسك -أعاننا الله وإيّاك-: أن لا تتغافل.. فالتغافل هو السبب في التأثر.. ومع تأثرك تضعف عقيدتك تدريجياً.. والخوف أن تصل إلى ما لا يحمد عقباه، فتضل!!

وهاك كلمة تائب عن الأنمي:

"حين أُحدّث متابع للأنمي يقول لي "أنا أشاهد أنميات نظيفة".. فأقول له: أعطني مثال، فيذكرون أمثلة مليئة بالتجاوزات الشرعية! والعجيب أنّي أيضاً عندما كنت أشاهدها سابقاً كنت أراها نظيفة!! كي تلاحظ هذه المحرمات يجب أن تخرج من عالم الأنمي وتنظر من جديد؛ فترى كوارث كانت تمر عليك مرور الكرام وتسجّل في كتابك! وأنت تحسبُ أنك تحسن صنعا.."